بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المؤمن لايغفل عن الاخره :
همة المؤمن متعلقه بالاخره فكل ما في الدنيا يحركه الى ذكر الاخره وكل من شغله شئ فـ همة شغله
الا ترى انه لو دخل ارباب الصنائع الى دار معموره رأيت البزاز ينظر الى الفرش ويحرز قيمته والنجار الى السقف والبناء الى الحيطان و
الحائكـ الى النسيج المخيط والمؤمن اذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر وان رأى مؤلما ذكر العقاب وان سمع صوتا فظيعا ذكر نفخة الصور
وان رأى الناس نياما ذكر الموتى في القبر وان رأى لذةً ذكر الجنة فهمة متعلقه بها ثمً وذلكـ يشغله عن كل ما تم..
واعظم ما عنده انه يتخايل دوام البقاء في الجنة وان بقاءه لاينقطع ولايزال ولايعتريه منغص فيكاد اذا تخايل نفسه متقلبا في تلك اللذات الدائمه التي
لا تفنى يطيش فرحا ويسهل عليه مافي الطريق اليها من ألم ومرض وإبتلاء وفقد محبوب وهجوم الموت
ومعالجة غصصه ثم يتخايل المؤمن دخول النار والعقوبة فيتنغص عيشه ويقوى قلقه فعنده بالحالين شغل عن الدنيا وما فيها فقلبه هائم
في بيداء الشوق تارة وفي صحراء الخوف اخرى فما يرى البنيان فأذا نازله الموت قوي ظنه بالسلامه ورجا لنفسه النجاة فيهون عليه فأذا
نزل الى القبر وجاءه من يسالونه قال : بعضهم لبعض دعوى فما استراح إلا الساعة...
نسأل الله عزوجل يقظة تامةتحركنا إلى طلب الفضائل وتمنعنا من اختيار الرذائل