[img][/img]
كلمات متزاحمة, وحروف متراكمة, ككتل جليد أبت أن تستسلم لخيوط الشمس الحارقة, فتزيح عن صدري دموعاً حارة لتنتشر فوق أوراقي.. لعلها كلمات توضح لي ما أعانيه, غموضاً في داخلي, ولعلي أجد بين وقفات الجمل, إجابات لأسئلتي التائهة.. فالدموع لا تعني ضعف الإرادة في مواجهة تقلبات الحياة, أو الشعور بالانهزام أمام جبروت الظروف القاسية.
ولكن ألا يحق للإنسان أن يخرج ما بداخله بأي طريقة, فقد تكون هذه الطريقة هي التي تريحه, فربما كتمانه للعبرات وخنقه لها بين أضلعه, هو ذاك الذي يضعفه, لأنه يشعر حينها بتلك التركمات من الحسرات, تكتم على أنفاسه فتزيده صمتاً وغموضاً.
الدموع ليست سلاحاً كما يقال في جميع الحالات, فنحن لا نحارب بها الظروف, ولا هي تحول دون مصائبنا, أو ترد عنا ما كتب في ظهر الغيب, لكنها قد تكون أقرب وسيلة, قد تريح الخاطر, وقد تبرد بها براكين الغضب المتفجرة.
الدموع.. هي أرقى الحلول تعبر الوجنتين كأنها نجوم لا تدرك أين يستقر بها المصير, فإما أن تحضنها يدان أو يجمع بريقها منديل به عطر الأيام, وكأن لسان حاله يقول: لا بأس ففي جوفي مستقر
لك, ولا تعلم أنه بمثابة كفن لها, فتغيب عن هذه الحياة, فتتعبها نجمتان ونجمتان ونجمتان, حتى يصبح المنديل كسماء امتلأت بالنجوم, فلم يعد هناك مكان للقمر لينير عتمه الظلام.
وليس عيباً على الإنسان أن يحاول أن يكفكف دموعه لا لشيء, إلا لغلاء تلك النجوم, التي لو استمر سقوطها, سلبت السماء روعتها, فسلبت العينان بريقها...
تقبلوا تحياتي
مناهي