يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وهذه الآية الكريمة تبين لنا أن تحريف القرآن الكريم مستحيل حيث تكفل الله بهذا الأمر ولم يتركه لأحد من البشر أو الأمة الإسلامية.
ويتوهم كثيرون أن باستطاعتهم الطعن في كتاب الله سبحانه وتعالى من خلال المزاعم التي يثيرونها من وقت لآخر حول جمع القرآن والآيات المحكمة والمتشابهة، وهؤلاء هدفهم واضح وظاهر لكل ذي عينين ولكل صاحب بصيرة، وهذا الهدف الذي يبطنونه ولا يعلنونه ولا يستطيعون البوح به يريدون من ورائه تشويش عقول المسلمين وصرفهم عن دينهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولكن مسعاهم دائما فاشل ودائما يخيب أملهم ولا يجنون من وراء ذلك إلا السراب.
ويرى الدكتور طه جابر العلواني رئيس جامعة قرطبة في محاضرة له حول «القرآن والتفسير» نظمت بمركز الدراسات الفكرية في القاهرة أن القرآن الكريم يتميز بنص الباري سبحانه وتعالى وليس فيه حرف واحد صدر عن سواه وقد فسر الله تعالى القرآن على علمه اليقيني لا على علم البشر.
ويقول تعالى «ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، وقل ربّ زدني علماً » (طه: 114)، «لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه» القيامة: 16 ـ 19.
والآية تبين أن الله رد جمع القرآن إلى نفسه لكي يزيل أي لبس يمكن أن يخالط أي عقل.
ويقول العلواني إنه بعد اكتمال نزول القرآن الكريم، جمعه الوحي وقام بتلاوته (قراءته) كاملا على النبي صلى الله عليه وسلم الذي حفظه، واتبع ذات القراءة التي تليت عليه وهي قراءة واحدة لا يوجد غيرها.
وبهذا الكتاب قد ختمت النبوات ليكون هذا القرآن نبياً دائما موجودا، يستطيع الناس الرجوع إليه متى شاءوا وأنى شاءوا، ولذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله، وسنتي».
والقرآن الكريم هو العاصم من الضلال والقادر على تجديد النبوة باستمرار ويجعلها حاضرة بين البشر وحين تقرأ فإنك تقرأ كلام الله والوحي الذي نزل على رسوله ، به توحدت المرجعية الإنسانية فأصبح مرجعا للبشرية كلها بخطاب لا يختص بأمة ولا شعب ولا عقل ولا قطر ولا يتحكم به تاريخ ولا جغرافيا ولا قومية.
العرض الشجري
