السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد زوال الظروف رجعنا لكم
يحمل كل إنسان سراً أو أسراراً بداخله وهذا أمر لا شك فيه ولا غبار عليه - فمنهم من لديه صديق أو قريب حميم يبوح له بهذا السر ، الذي يعد أمراً ثقيلاً على المرء بداخل صدره ويرتاح عندما يبوح به ، يحس براحة البال ، ومنهم من يحتفظ به لنفسه ويصبر على ثقله إلى أن يأتيه الأجل ويموت بسره معه ، و قالو(( فلا تودعن الدهر سرك أحمقاً فانك أن أودعته منه أحمق ، وحسبك في ستر الأحاديث واعظاً من القول ماقال الأديب الموفق : أذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع أضيق )) و قالوا (( من عرف سراً لك عرف طريقاً لخنقك ، وأذا بحت بسرك للرياح فلا تلوم احد غير نفسك أذا تناقلتها الأشجار))
ولكن أذا هذا السر كان فيه نوع من الخطورة أو مشكلة قد تؤدي إلى الموت فأعتقد انك يجب أن تبوح به لأصحاب الاختصاص أو بمعنى آخر يجب أن تبوح به لمن يقدر على مساعدتك من أي شخصاً كان ، أن حفظ السر يدخل ضمن الأمانة قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا } الأحزاب (72)
إن كتمان السر من الأخلاق الجميلة التي يتحلّى بها المسلم , وهو من الدلالات الطيبة التي تعزّز علاقات الناس بعضهم ببعض , وتجدد مواضع الثقة بينهم , وتضاعف من درجات الحب والتواد والتواصل مع بعضهم البعض ، لذا يتعيّن على من حمل سرّاً لأخيه أو صديقه أن يحفظ هذا السر ولا يذيعه , وأن يحرص عليه حرصه على نفسه ودينه , فإن كتمان الأسرار كما قيل يدل على جواهر الرجال ، ومن الخير والصلاح كتم أسرار الآخرين وعدم الإفضاء بها خشية وقوع فتنة ما أو ضغينة أو كراهية لا يحمد عقباها وفي النهاية ، اكتفي بقول الأمام الغزالي – رحمه الله - قلوب الأحرار قبور الأسرار * سرك دمك , فلا تجرينه في غير أوداجك * اجعل سرك لواحد ومشورتك إلى ألف *