يُذكر أن فتًى كانت له جارية فائقة الجمال ،فأنفق ماله عليها حتى نفذ المال وساءت به الحال
فألجأته الضرورة إلى بيعها فحملها إلى عبيد الله بن معمر وعرضها عليه للبيع فقال له :
أصلح الله الأمير لقد قَصَدتُك بما ارتضيته لنفسي
وخَصَصْتُك به بعد أن قَهُرَتْ هِمَّتِي وعَصِيـَت إرادتي
فقال له عبيد الله وما ذاك؟ فقص عليه قصته
فدعا الجارية فلما مَثُلت بين يديه قال له كم مَّلتَ فيها ؟(أي بكم اشتريتها)؟
قال الفتى مئة ألف درهم فأعطاه مائتي ألف درهم ثم انصرف حزيناً مكروباً فسمع الجارية تنشد وتقول :
[poem=font="simplified arabic,7,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
هنيئاً لك المال الذي قد قبضتُهُ =ولم يَبْقَ في كَفَّيَّ إلا تفكُّري
اقول لنفسي وهي في غمراتها= أقلِّي فقد بان الحبيب أو اكثري[/poem]
فرد عليها الغلام بقوله :
[poem=font="simplified arabic,7,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن =يفرِّقنا شيءٌ سوى الموت فاعذري
أرُوعُ بهمٍ من فراقكِ مُوجعٌ=أناجي به قلباً كثير التفكرِ
سلامٌ عليك لا زيارة بيننا =ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمرِ[/poem]
فرد عليه عبيد الله بن معمر وقال: قد شئتُ فخذ جاريتك ومالك بارك الله لك فيهما !
فانصرف الفتى بالمال والجارية وعاشا بأحسن حال.
فـ لله در عبيدالله بن معمر على هذا السخاء والإيثآر
آمـــــل أن تنآل إعجآبكم.