@خلاصة تجربتي مع الأسهم@

--------------------------------------------------------------------------------

لقد عايشت طفرة الأسهم كما عايشها نسبة كبيرة جدا منكم..
وتعلمت من عالمها دروس وعبر لا يمكن المرور خلالها مرور الكرام فكل تجربة في الحياة لابد أن يكون لها إيجابيات وسلبيات..
أولا
إنعدام معايير الحلال والحرام عند نسبة كبيرة لامجال لغظ النظر عنها..أتخذت مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة"..مما يجعلها مقاربة للنظرة الميكافيلية في السياسة..في كثير من جوانبها..
حتى أن الصلاة تم إهمالها من قبل شريحة واسعة من الناس حتى وإن حضرها فإنه يكون باله مشغولا بالأسهم..
ثانيا
عند التوصية على شركة ما..
قلما تجد كلمة شكرا أو جزاك الله خيرا عند أرتفاعها..
والويل والثبور..واللعن والسباب التي هي عبارة عن مزيج من مفردات القاموس المحيط ومفردات الشارع السوقية عند نزولها..
ثالثا
أستعدادنا كسعوديين للمغامرة بدليل أخذ كثير من الأشخاص قروضا تتعدى قدرتهم على السداد..لمجرد اللهث وراء حلم الثراء من غير التفكير بتبعات هذا القرار السلبية على الأهل والأولاد والألتزامات الأخرى..
مع معاناة الكثير منا من مصائب سابقة جراء النصب في المساهمات العقارية التي سبقت طفرة الأسهم..ولكننا للأسف لم نأخذ العظة و العبرة..مما يجعلنا في مشاكل تلو مشاكل.
رابعا..
قلة من يؤمنون بالقضاء والقدر بين أوساط عامة الناس..فتجده يتحسر على فوات ربح أو يتحسر على فوات فرصة الخروج بدون خسارة..
مع أن هذا الركن الإيماني هو العزاء والسلوان الروحاني الأمثل من رب العالمين..
خامسا
أستعدادنا لعنصر "الطفة" بشكل كبير يذكرني بمثل شعبي "عنز بدو طاحت بمريس"..
فأدنى موضوع يجذبنا الى الحديث من غير أن نشعر..فأينما أذهب الأسهم هي فاكهة الحديث أو بالأصح علقمه"أستراحة-زواج-عزاء-مدرسة-نزهة برية...ألخ
لدرجة أتتني فترة صرت أحبذ المكوث في المنزل على الخروج مع أصدقاء أعزاء لا لشيئ الا لمعرفتي مسبقا أن حديثهم سيكون حول الأسهم فقط..
سادسا..
"أن القناعة كنز لا يفنى" لكن بعد الأسهم أصبحت "القناعة كنز سرعان مايفنى" حتى وصلت الى حالة مرضية اسمها"نقص القناعة المكتسب" أعراضه هو حرب داخل النفس بين ندين متساوين في القوة والعتاد هما الخوف والطمع..
سابعا..
تكريس مبدأ الغابة حيث القوي يأكل الضعيف وليس للضعيف أحد يحميه..
ثامنا..
تكريس مبدأ"ماجاء بالساهل راح بالساهل" فأرباح سنة ذهبت في أيام محدودة..
فالأموال في عالم الأسهم تأتي وتذهب في لمح البصر..
تاسعا..
تجربة الأسهم مثل النار أخرجت لنا الأناني من محب الخير..
جزى الله المصائب كل خير فبها عرفت صديقي من عدوي
فصديق عزيز يعتبر توأم روحك يبخل عليك بتوصية حتى وإن أخرجها أشترط نسبة معينة من الأرباح..
وكأن صداقة العمر ذهبت من أجل حفنة من الدراهم.
عاشرا..
سرعة التضحية بأي شيئ من أجل الأسهم..
فالموظف تسرب من عمله لأجلها..
والأب تنازل عن إلتزاماته العائلية وترك أسرته تخوض وتلعب دينيا ودراسيا وأخلاقيا لأجلها..
وهكذا يتم القياس..
الحادي عشر..
الإعتماد على الغير في كل صغيرة وكبيرة فكثير من المستثمرين الصغار يتبعون سياسة القطيع"معاهم معاهم،،عليهم عليهم"
فلم يبذلوا أنفسهم لو لتعلم القليل عن عالم الأسهم ومصطلحاته الفنية..
من مكررات ربح الى تصريف الى تجميع الى تدوير الى بولينجر باندز الى الشموع بأنواعها إلى الفوليوم الى الدعم والمقاومة وغيرها الكثير..
الثاني عشر..
الرقص ونشوة الفرح تعترينا عند السماع لكل مطبل لأرتفاع المؤشر..والحزن والألم واللعن والطعن لكل مرجف..
مع الثاني على حق يسير على خطى مايمليه عليه العقل والمنطق وبرامج التحليل الفني..والأول يسير على خطى ماتمليه عليه العاطفة وأسلوب دفن الرأس في الرمال..
وأخير للأسهم إيجابية واحدة وهي تعلم الكر والفر وإلتقاط الفريسة قبل الهجوم الكاسح من الأقوى في اللعبة.
وتجربة الاسهم لو لم نكسب منها الا التجربة لهذا العالم الذي طالما سمعنا به من قبل..لكفى..
وكفى بالحياة معلما..