عام جديد
تمضي الأيام وتنقضي.. يوم بعده يوم.. وعام يتلوه عام..وفي كل عام يمر بنا أول محرم..أ فيمر بكم أول محرم كما يمر غيره من الأيام ، وفي صبيحته ولد عام وفي ليلته قضي عام؟!
يجتاز المسافر مرحلة من الطريق فيحط الرحال، ويقف ليستريح، فليلتفت وراءه ليرى كم قطع وينظر أمامه ليبصر كم بقي.. وهذه محطة جدية نقف فيه نحن نسير على طريق الحياة، وسنة أخرى تمضي من العمر، أفلا نقف عليها ساعة نفكر ونذكر ونحسب ونعتبر؟...
أنت كالموظف الذي منح إجازته السنوية شهراً كاملاً، إذا قضي فيها عشرة أيام يكون قد خسر منها عشرة أيام فصار الشهر عشرين، فإذا لم تصبح عشرون صار الشهر عشراً، فإذا تم الشهر انقضت الإجازة فكأنها لك تكن.. ونحن كلما زاد عمر الواحد منا سنة في العد، نقصت من عمره سنة في الحقيقة، حتى ينفذ العمر، ويأتي الأجل ونستقبل حياة أخرى تبدأ بالموت. فالحياة سفر.. كم من الناس من يسأل نفسه لم السفر؟ وإلى أين الرحيل؟ كم منا من يسأل ما الحياة؟ ولماذا خلقنا؟ وإلام المصير؟
فإن خلا أحد بنفسه ثقلت عليه صحبة نفسه، وحاول الهرب منها كان نفسه عدو له لا يطيق مجالسته فهو يضيق بها ويفتش عنا يشغله عنها وكأن عمره عبء عليه، فهو يحاول أن يلقيه على عاتقه وأن يخلص منه. إن هذا اليوم نذير لنا بأن السنة المقبلة ستمضي كما مضت السنة المودعة وان كل واحد منها تحمل معها جزءاً من أعمارنا حتى تنفذ أعمارنا، فنتدارك ما بقي، ولنكن يوماً واحداً في السنة من المتناصحين، من المتواصين بالحق والصبر..
أفلا نستعد للسفرة التي لا بد منها ونتزود لها بالواد الذي لا ينفع غيره فيها ؟ أم نحن نتناسى الموت وهو أمامنا فنظنه أبعد شيء عنا، وهو أقرب الأشياء منا، نصلي على الأموات ونشيع الجنائز ونحن نفكر في أمور الدنيا كأنا مخلدون فيها وكأن الموت كتب على الناس كلهم إلا علينا؟ إننا نعيش الأيام كلها في غفلة فلننتبه اليوم، ولنقف كما يقف المسافر على المحطة ينظر كم قطع من الطريق وكم يقي عليه منه، ولنفتح دفاترنا كما يفتح التاجر دفاتره لنرى ماذا ربحنا في سنتنا التي مضت وماذا خسرنا؟.......
تمضي السنين وتنقضي الأيام والناس تلهو والأنام نيام
والناس تسعى للحياة بغفلة لم يذكروا القرآن والإسلام
تقبلوا خالص تحياتي.......
وكل سنه هجريه وأعضاء بعد حيي والعالم كله بألف خير ....
ان شاء الله الموضوع يعجبكم ............
العرض العادي
