عندما أضحى التنائي
وبدا الفراق وبان
ظهرت علي علامات الإدمان
بدأت أهلوس اطوف بكل مكان
أحدث الناس بما جد بما كان
وكيف فقدت الحنان
وكيف ضيعت كل الأركان
وأحدثهم عن مثلث برمودة
وعن ركاب الطائرة المفقودة
وعن "لوست" التي لم تعد موجودة
عن أصحاب غابوا في ساعات معدودة
أحدثهم بشوق عن الحنين وعن الوجدان
إذا لاح في الأفق وبان
ثم يعود لي رشدي
ولا يكون الشرود نافعا ولا مجدي
فأقرأ عروس القرآن
ويعود كل ماكان كما كان
ويعود البيت والأركان
وكل السكان
كأن شيئا لم يكن
كأن شيئا ما كان
شبح الفراق
كئيب لايطاق
طعم الفراق
علقم مر المذاق
ونحن في هذه الحالة
سيرنا وما خيرنا
وما حددنا المساق
وهو اختبار واسع النطاق
ويشحذ الحنين والأشواق
ويمتن العلاقات ويوطد الإتفاق
ولولا الفراق
ما أورقت الأوراق
وما فاحت مزارع الدراق
وما أشرقت الشمس اشراق
فبغضا للفراق
وشكرا للفراق
الذي حلى وراق
فسكب عطر الكلمات
وأسال الحبر وأراق
وملأ الأوراق.