دبي حــديقة عالمية بـ26 مليون زهرة
أزهار من كل بساتين العالم تملأ شوارع واحواض دبي، لتحولها الى حديقة كبيرة تحوي 26.6 مليون شتلة زهور، تخضع لبرامج زمنية تنقسم الى ثلاثة مواسم، تبدأ من العروة الشتوية الاولى التي تمتد من شهر سبتمبر الى نهاية ديسمبر، والعروة الشتوية الثانية التي تبدأ من شهر ديسمبر الى نهاية مايو، والعروة الصيفية من شهر مايو الى بداية سبتمبر، وتشمل كل عروة زراعة 10 ملايين زهرة كحد أدنى، وقد فاق هذا الرقم المساحات الخضراء المتوافرة في الإمارة، حسب مدير ادارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي أحمد عبدالكريم، الذي قال في حوار مع «الإمارات اليوم» إن «الزهور والاشجار التي يتم استيرادها من هولندا، تعمل بلدية دبي على زراعتها في المواسم الثلاثة من العام هي مجموعة من النباتات العشبية لها القدرة على النمو وإنتاج الأزهار متعددة الألوان». وأضاف ان «طبيعة الأزهار وفترة بقائها على النبات تختلف حسب نوع النباتات حيث تنقسم إلى زهور حولية وأخرى مستديمة»، لافتا إلى أن الزهور الحولية هي مجموعة من النباتات ترتبط فترة حياتها بموسم واحد، حيث تنمو وتزهر خلاله وتتجدد زراعتها سنويا وتنقسم حسب موسم النمو والإزهار إلى الزهور الحولية الشتوية وهي مجموعة النباتات التي تنمو وتزهر خلال فصلي الشتاء والربيع، مشيرا إلى أنها «تمتاز بتنوع ألوان أزهارها وجمالها والرائحة العطرية لبعضها، ويوجد منها أكثر من 75 صنفا تزرع بنجاح في شوارع وحدائق دبي، ومنها البيتونيا»، مؤكدا ان «الازمة الاقتصادية لم تؤثر في عالم الزهور» فتكلفتها السنوية لا تتجاوز السبعة ملايين درهم، حيث ان الاستيراد يشمل البذور فقط «لأن زراعتها والاعتناء بها يكونان في المشاتل الزراعية الخاصة ببلدية دبي».
موقع الحديقة يحدد نوعية الزهور التي تتماشى معها.
تصميم الأحواض
تعتبر عملية التصميم من العمليات الأساسية للتجميل الزراعي، ونظرا لتلك الأهمية قال عبدالكريم «هناك فريق متخصص مهمته إعداد وتجهيز تصاميم عروات الزهور على مدار العام، ما يضمن إعدادا متميزا وفق أسس وقواعد وعناصر ومعايير يتم وضعها في الحسبان، وتتعلق بدراسة البيانات المتعلقة بالموقع المراد زراعته كافة، ونوعية الزهور من حيث ألوانها وأحجامها وطبيعة نموها»، أما بالنسبة للموقع فقال «يتطلب الأمر التعرف إلى البيانات الخاصة به سواء كان طريقا عاما خارجيا أو داخليا أو فرعياً، ومدى السرعة بها (عالية، محدودة، بطيئة)، والطابع الخاص بالمنطقة وطبيعتها كالمناطق السكنية، والتجارية، الصناعية، بالإضافة إلى التقاطعات ومناطق الجسور والميادين العامة والحدائق».
وعلى ضوء دراسة الموقع ومتطلبات المعايير الخاصة به، يتم حسب عبدالكريم «وضع النوعية المتوافقة من الزهور من حيث الألوان ونقاوتها وحجم النباتات وطبيعة نموها ورائحتها»، وأضاف «نوعيات الزهور وأصنافها ليست كلها ذات مواصفات واحدة يمكن وضعها لأي تصميم أو موقع، فهناك الأنواع ذات الأعناق الطويلة والأخرى القصيرة والأحجام والألوان المنوعة للزهور المختلفة... الخ»، موضحا «فمثلا تتطلب التقاطعات المرورية نوعية من الزهور قادرة على تشكيل مسطح زهري وبألوان متميزة توضح جمال التصميم الخاص بها عند مشاهدتها من ارتفاعات عالية، وفي طرق المشاة توضع الزهور ذات الروائح العطرة».
استخدامات مختلفة
وحول القيمة التنسيقية للزهور التي تعتبر من أهم عناصر الحديقة لتعدد ألوانها وجمال أزهارها ذكر عبدالكريم أن «الزهور تستخدم لأغراض التحديد كما في حالة الليناريا، لوبيليا، اليسم، انشيوزا، ومن الأزهار ما يستخدم للقطف كما في حالة القرنفل المفرد والمجوز، الاستر، المنثور، الاستاتس، الهلكريزم، والانترهيتم، ومن نباتات الزهور ما تستخدم أزهارها في تنسيق الأسبتة كزهرة قطف كالجيبسوفيلا التي تستخدم على نطاق تجاري واسع، أما الأصناف التي تستخدم أزهارها في الزوايا مثل الاقحوان المجوز والاستر، كما يستخدم كل من المرجريت والسلفيا، الجلارديا، الديمورفاتكا، كريوبسس والقطفية، الزينيا، الأنترهينم، الابرس، الفلوكس، الاقحوان، المنثور، الأمرنتس، الجمفرينا، السلوزيا، البورتيولاكا في زراعة المجرات والأحواض، أما القرنفل وبسلة الزهور، بتونيا، اليسم، المنثور، فتزرع لرائحة أزهارها العطرية الجميلة التي تعطي تأثيرا جميلا في المساء والصباح الباكر»، وأضاف قائلا «كما ان هناك أزهارا تصلح للزراعة في حدائق الشرفات مثل الفلوكس، والبلارجونيم، وأخرى تصلح للزراعة في الأصص مثل القرنفل، الانترهينم، السلفيا، وزهور يمكن وضعها في المزهريات كما في حالة الزهور الجافة مثل الإستاتس والهلكريزم، والجيبسوفيلا وأخرى تزرع لتغذية النحل مثل الريزدا، الاليسم، البورتيولاكا، ونوعية من الأزهار يمكن زراعتها في السلال المعلقة مثل البتونيا خصوصا الصنف المجوز، الفلوكس، وأخرى تستخدم في تنسيق وترتيب الموائد كما في حالة البنسية والفلوكس، وبعضها يزرع لجمال أوراقه كما في حالة الأمرنتس أو لجمال شكلها الكروي مثل الكوكيا».
قطف الزهور
وحول قطف الأزهار قال عبدالكريم إن «عملية قطف الأزهار بغرض الاستفادة منها ووضعها في المزهريات أو الفازات بالمنزل أو الاستخدام التجاري من العمليات المهمة التي تحتاج إلى دراية وخبرة لتحقيق الفائدة المرجوة، حيث تتأثر فترة بقاء الأزهار بعد قطفها بعوامل عديدة لو تم التحكم فيها لزادت فترة بقاء الأزهار في الفازة بعد قطفها وهذه العوامل هي مرحلة النمو التي يتم قطف الزهرة فيها، وطرق التعبئة و التخزين، لذا فإن الأزهار تختلف مرحلة قطفها من نبات إلى آخر فمثلا الجلاديولس عند تلون أول برعم زهري من أسفل في حالة الرغبة في تصديره أو بعد تفتح الزهرة السفلى كاملا في حالة الرغبة في الاستخدام بالسوق المحلي». وأشار إلى ان بعض النباتات الأخرى مثل «الأراولا والأوركيد يلزم تركهما لحين تفتحهما تماما على النبات ثم تقطف». وأضاف «إلا أن هناك أزهارا تتفتح بعد قطفها مثل حنك السبع والمنثور»، كذلك عملية وضع الأزهار بعد قطفها متزاحمة في فازة أو في إضاءة غير مناسبة سيقلل من التمثيل الضوئي أو الكلورفيلي وبالتالي فإن تفتح وتلون الأزهار لا يتم بصورة ملائمة». زهور:
تكلفة زراعة المتر المربع من الزهور (شتلات) = 7.78 دراهم
تكلفة زراعة المتر المربع من الزهور (عقل) = 3.15 دراهم
تكلفة صيانة المتر المربع من الزهـــــور = 6.98 دراهم
إجمــــــالي عدد الشــتلات الزهور التي تم إنتاجها خلال عام 2008 = 32.8 مليون شتلة
إجمالي عدد الشتلات الزهور التي تم إنتاجها خلال الربع الأول من عام 2009 = 11.2 مليون شتلة
و تحدث عبد الكريم عن الإجراءات التي تتبع عند قطف الأزهار، لافتا إلى أن «بعض الآراء علميا تفضل قطف الأزهار في الصباح الباكر حيث تكون الساق والزهرة محتوية على أكبر قدر من الماء والمواد العطرية إلا أن هناك آراء تفضل قطف الأزهار في نهاية النهار، حيث تحتوي أوراق النبات على أكبر قدر من الكربوهيدرات التي تساعد الزهرة على الاستمرار وتساعد على تكوّن الألوان ويفضل ذلك مع نبات الورد حيث تقطف الأزهار في نهاية النهار وتعيش فترة أطول من التي تقطف في الصباح المبكر ( تقطف الأزهار وعلى عنقها الأوراق)»، ويفضل في قطف الأزهار حسب عبدالكريم «استعمال أداة حادة ويجب قطف الزهرة بسطح مائل من أسفل حيث إن ذلك يعرض أكبر قدر من الخلايا لامتصاص الماء عند قاعدة عنق الزهرة، كما يجب مراعاة قطف الزهرة أو النورة بعنق طويل حيث إن الساق الطويلة مرغوبة في التنسيق وأغلى سعرا».
التسميد
وحول أعمال الصيانة الزراعية التي تجري للزهور، أفاد عبدالكريم «يتم ري الزهور في شوارع وحدائق المدينة من خلال شبكات الري بالتنقيط، حيث يحتاج كل متر مربع من الزهور إلى 15 لتر ماء يوميا خلال فصل الصيف وتقل قليلا خلال فصل الشتاء لتصل إلى 11 لتر ماء يوميا لكل متر مربع من الزهور وتجب مراقبة شبكة الري والإبلاغ الفوري عن الأعطال لإصلاحها ويتضمن برنامج الصيانة الزراعية إلى جانب ذلك التسميد، وينقسم إلى التسميد العضوي والتسميد الكيماوي». موضحا «فالأزهار الحولية تعتمد أساسا على الأسمدة العضوية التي تتم إضافتها عند الزراعة، إذ إن فترة وجودها بالتربة قليلة لا تتعدى الأشهر الأربعة للعروة الواحدة أما الزهور المستديمة فهي التي تحتاج إلى التسميد العضوي ولو مرة على الأقل سنويا حيث تضاف الأسمدة العضوية خلال فترة الشتاء بمعدل 4.5 كيلو غرامات للمتر المربع وتقلب جيدا مع التربة وتروى».
أما بالنسبة للتسميد الكيماوي «فتضاف الأسمدة الكيميائية المركبة التي تحتوي على عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العناصر الصغرى بمعدل 150 غراما للمتر المربع، حيث توزع بجوار نقاط الري»، و يمكن أن يتم التسميد الورقي أو التسميد الكيماوي حسب عبدالكريم «من خلال شبكات الري ويتم ذلك مرة واحدة خلال عروة الزهور الحولية أو من اربع الى ست مرات سنويا بالنسبة للزهور المستديمة»، ويؤدي ذلك إلى النمو الجيد وتكوين الأزهار ذات الألوان المميزة وبقاء هذه الأزهار لفترة أطول، متوجها بنصيحة هي «عدم استخدام الأسمدة الآزوتية حيث إن استخدامها سيؤدي إلى تشجيع النمو الخضري على حساب التزهير».
http://www.emaratalyoum.com/Articles...76d0009dd.aspx
العرض الشجري
