دق الحظ على بابه فلم يسمعه !
كان مشغولاً بشتم الدنيا وسب الناس ولعن الزمان , فضاع
صوت طرقات الحظ في هذه الضوضاء !
وانصرف الحظ , وجاء النحس يدق الباب , وسمع موسيقى
فأطال البقاء ! كان صاحب البيت يشتم ويسب ويلعن ... وهذه هي
الموسيقى التي يطرب لها النحس ويرقص على أنغامها !
ودخل النحس , وكلما أراد أن يغادر البيت ارتفعت صيحات صاحب البيت
يلعن الزمان , فيعود النحس ويجلس ... وهكذا استقر النحس ولم يغادر
بيته أبداً ....!
فالحظ هو ضيف يمر ببيوت الناس , إذا وجد السواد تشاءم , وإذا
سمع عبارات السخط انقبض , وإذا رأى وجهاً متجهماً طفش منه ,
ووجوه الناس كالبيوت , وجوه مشرقة وكأنها أبواب مفتوحة , ووجوه مكفهرة
وكأنها زنزنة سجن , فلا تلم الحظ إذا رفض أن يقترب من الوجه المغلق الكئيب ,
وأقبل على الوجه الباسم الضاحك المتفائل !
إنك تلاحظ في الحياة شيئاً غريباً . الذين يشكون لا يزورهم الحظ
والقانعون الراضون يزورهم الحظ عدة مرات , يضاعف نجاحهم ,
ويزيد ثرواتهم , ويبارك في أعمالهم !
وتجربتي في حياتي أن الطمع شيء غير الطموح !
فالذي يطمع في مالك لن يصل أليك , لأنه يحسدك ويلعنك ويتمنى لك كل
المصائب والنكبات ولكن الذي يطمح للوصول إلى مثل مكانتك ,
هو إنسان سوف يعمل ويكافح ويعرق لكي يصل إلى ما وصلت إليه .
وهو يريد أن يصعد السلم بكفايته وجده لتصل قامته ألى قامتك !
أنني أعرف ألوف الناجحين . لم أر واحداً منهم ساخطاً !
فالسخط صفة الفاشلين !
الذين يكرهون الدنيا وتكرههم الدنيا ,
ويبدو أنها تسمع أصواتنا . فلهذا فهي تدير ظهرها لمن يلعنها ..
وتفتح ذراعيها لمن يحبها ويحب كل الناس فيها !!!!
حب الناس هو الذي يفتح الأبواب للحظ ,
ويغلق الأبواب للفشل والنحس !!!
نحن الذين نصنع الحظ ونصنع النحس !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إنه صورتنا في المرآة !!!