زَرَعَ .. زَرَعَ .. حَصَدَ .. حَصَدَ
فاجأني بسؤاله :
ـــ أتحبّ اللغة المحنطة ؟ ردد معي : زَرَعَ .. زَرَعَ .. حَصَدَ .. حَصَدَ ، ردد ولا تقف أمامي وكأنك ( أبو الهول ) ...
ضحكت .. استغفرت الله وحمدته ، فاستشاط غضباً ، وخرجت عيناه من جغرافية وجهه الذي انكمش وكأنه ( تنكة السدحان ) البائسة ..
ــــ أتسخر مني ؟ من أنت حتى تتجرأ على من وقف سداً منيعاً حصيناً ، ضد أطماع الطامعين ، وأحقاد الحاقدين ، والكفرة الملحدين ، عليهم لعنة الله إلى يوم الدين .. آمين .. آمين ...
تركته لهيجانه و أسلمت نفسي للغرابة وأنا استمع ..
لو كنت مكاني في ذاك الزمن لما استطعت أن تخرج من رداءك وإن كان بالياً لا يصلح .. رغبات العجائز كانت مسيطرة حتى على دينٍ كانوا يزعمون أنهم عليه ، وكنا لا نملك إلا أن نلحق بركبهم ، ونحن بينهم ومعهم استولى اليأس على الأمل ، وخرجنا بالفشل .. بالفشل ، وها أنتم نتاجه ...فماذا ـ بزعمك ـ ينتج الفشل ؟
لا تقل المحاولة للوصول للنجاح مرة أخرى ، فحالكم أسوأ مما كنا عليه..
رددّ معي ولا تسخر ، رددّ فالتاريخ يردد معنا ، زرع .. زر ...
ــــ قاطعته : سيدي أنا لا أعرف إلا : زَرَعَ .. زَرَعَ .. حَصَدَ ..حَصَدَ ...
خضير الشريهي
1 /2/1425هـ