معنى كلمة الرب من حيث هي اسم لله تعالى
قال - ابن جرير - في معنى اسم (الرب) لله سبحانه وتعالى:
(فربنا جل ثناؤه: السيد الذي لا شبه له، ولا مثل في سؤدده،
والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر) (1) .
ولا تستعمل كلمة (الرب) في حق المخلوق إلا مضافة فيقال: رب الدار ورب المال.
قال ابن قتيبة رحمه الله:
(ولا يقال للمخلوق: هذا (الرب) معرفاً بالألف واللام كما يقال لله،
إنما يقال رب كذا فيعرف بالإضافة لأن الله مالك كل شيء،
فإذا قيل: (الرب) دلت الألف واللام على معنى العموم،
وإذا قيل لمخلوق: رب كذا ورب كذا نسب إلى شيء خاص لأنه لا يملك شيئاً غيره) (2) .
وعلى هذا إذا ذكر اسم الرب معرفاً فلا يطلق إلا على الله تعالى،
وزاد الراغب أن كلمة (رب) غير مضافة ولا معرفة لا تطلق إلا على الله فقال (3) :
(ولا يقال الرب مطلقاً إلا الله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات نحو قوله تعالى:لَهُ
( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ.) اهـ،
وقال ابن الأثير أيضاً: (ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى) (4) .
وأما كلمة (رب) بالإضافة فتقال لله ولغيره بحسب الإضافة
فمن الأول قوله تعالى: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
ومن الثاني اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ [يوسف: 42]
في قول يوسف عليه السلام لأحد صاحبيه في السجن (5) .
ومصدر رب يرب الربوبية والرباية، إلا أن الرباية لا تقال في الله، وإنما في غيره،
قال الراغب:
(والربوبية مصدر يقال في الله عز وجل، والرباية تقال في غيره). (6) (7)