الوقفة الثانية مع ( الأم )

[align=center]
[glow=000000]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين

ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

أما بعد:[/glow]


[glow=FF0000]الوقفة الثانية مع ( الأم ) [/glow]


[glow=000000]ألا لا يعجبن أحد ببره بأمه أو يتعاظم ما يسديه لها ،

فبرها طريق إلى الجنة ، ومعلوم أن الطريق فيه ما فيه ،

فمن جدَّ أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ،

والمعلوم المشاهد أن المتلفت لا يصل سريعاً .[/glow]

[glow=000000]جاء عند البيهقي في شعب الإيمان ، والبخاري في الأدب المفرد :

( أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري حدّث أنه شهد ابن عمر رجلاً يمانياً

يطوف بالبيت ، حمل أمه وراء ظهره يقول :

إني لها بعيرها المذلل،

إن أذعرت ركابها لم أذعر ،

الله ربي ذو الجلال الأكبر،

حملتها أكثر مما حمّلت ،

فهل ترى جازيتها يابن عمر ؟

قال ابن عمر : لا ، ولا بزفرة واحدة !.[/glow]



[glow=000000]ألا فاتقوا الله رعاكم الله

واعلموا أنه ينبغي التنبيه إلا أن مكانة الأم ، وواجب الأولاد تجاهها ،

لا يعني خرق حدود الشريعة أو تجاوزها ، إذ تلك حدود الله فلا تعتدوها ،

فالأم لا تطاع في معصية الله ،

ولا يقدم قولها على قول الله ورسوله ،

ولا ينبغي أن يتشبه بأهل الكفر في طقوسهم ومراسيمهم مع الأم ،

والتي هي ليست من نهج الإسلام في شيء ،

حيث يجعلون لها يوماً في السنة هو يوم البر بها ،

يقدمون لها فيه شيء من الزهور أو الطيب ونحو ذلك ، يسمونه عيد الأم .

وهذا من البدع المنكرة التي يكتنفها آفتان :[/glow]


[glow=FF0000]أولاهما : تقليد أهل الكفر ،[/glow]

[glow=000000]ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشبه بهم ، وأمرنا بمخالفتهم،

ومن أبى فقد قال عنه :[/glow]

( ومن تشبه بقوم فهو منهم )

[glow=000000]حتى لقد قال اليهود عنه : ( ما يريد هذا الرجل أن يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه )

رواه مسلم[/glow]

[glow=FF0000]وثاني الأمرين : هو إحداث عيد واحتفال لا يعرف في أعياد المسلمين ،[/glow]

[glow=000000]وما للمسلمين إلا عيدان ، عيد فطر ، وعيد أضحى ،

وما عدا ذلك من أعياد للأم واحتفالات ،

أو أعياد للميلاد ،

أو أعياد للبلوغ ،

أو أعياد للكهولة ،

أو أعياد للشيخوخة ،

كل ذلك مما أحدث في الدين ، وحرمه علماء الملة .[/glow]

[glow=FF0000]ومن ذلك الاحتفال بليلة النصف من شعبان ، أو تخصيصها بشيء من العبادة ،

أو صيام يوم النصف منه ،

كل ذلك منع منه جمهور أهل العلم ،

ولم يروى في فضلها شيء يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،

بل كل ما ورد فيها إما ضعيف أو موضوع ،

بيّن ذلك أهل الحديث وسماسرته من الحفَّاظ الأثبات .

فكل احتفال أو عيد لم يدل الشرع عليه فهو بدعة محدثة ،[/glow]

[glow=000000]ورضي الله عن ابن عباس حين قال:

( ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة ، وأماتوا فيه سنة ،

حتى تحيا البدع وتموت السنن ).[/glow]

[glow=FF0000]وقال عمر بن عبد العزيز يوصي أحد ولاته :

( ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها ،

أو عبرة منها ، فإن السنة إنما سنها من قد علم مافي خلافها من الخطأ

والزلل والحمق والتملق ، فارض لنفسك مارضي به القوم لأنفسهم ،

فقد قصر قوم دونهم فجفوا ، وطفح عنهم أقوام فضلوا ،

وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم )[/glow] [/align]