شباب يشكون "الواسطة" !!!
يشكو شباب سعودي من تنامي ظاهرة الواسطـة أو المحسوبيـة في المجتمع الي درجة تحتاج الي مواجهة حازمة. في الوقت نفسه ، طالب البعض بتفعيل دور الأجهزة الرقابية على المسابقات الوظيفية والترقيات وغيرها.
ورصدت صحيفة اليوم السعودية في عددها الصادر الجمعة 26-5-2006 مشاهد مختلفة للتداعيات السلبية للمحسوبية على مصالح الآخرين وسلب حقوقهم. وتشير الصحيفة الي أن شابا يحمل "الماجستير" في الحاسب الآلي، عاد للتو من الولايات الأمريكيـة لم يستطع الحصول على وظيفة ، فيما " زميله الذي تخرج بشهادة أقل دون أن يضطر للسفر إلى الخارج مستمتع الآن خلف مكتب فخم ولعله يفعل شيئا " بحسب الصحيفة.
كما أن موظفا نشيطا قامت الإدارة على يديه، وعمل فيها أكثر من خمسـة عشر عاما، لم يستطع الترقي الي منصب مدير عام الإدارة ، وشغل هذا المنصب زميل من إدارة أخرى بسبب علاقته بقريب نافذ في الوزارة.
وتشير الصحيفة الي حالة أخرى ، وهي " فتاة تخرجت في احدى الجامعات قسم المكتبات بتقدير جيد جدا وكانت الثالثـة على دفعتها وطلبت أن تتعين معيدة فقيل لها بمنتهى الوضوح: إذا عندك واسطـة في جامعـة (الرجال!) فاجعليه يتحرك وفوجئت بأخريات أقل منها تقديراً علمياً، يحتللن نفس المنصب.. حاولت مرارا لإكمال دراساتها العليا في جامعـة أخرى وباءت كل محاولاتها بالفشل .. وما زالت محاولاتها مستمرة مع وزارة التعليم العالي حتى اللحظـة".
قلة الوزاع الديني
ويرى الدكتور سليمان بن صالح العقلا الأستاذ بجامعـة الملك سعود أن الواسطـة موجودة ولا يستطيع أحد إنكارها ، ولكنها لا ترقى إلى مستوى الظاهرة، لأن هناك اعتقادا خاطئا. وذلك حينما يرون تردد بعض الناس على مسئول- مثلاً أثناء مسابقة وظيفية أو خلافة - يعتقدون أن الواسطة سوف تلعب دوراً أساسياً في هذه المسابقة، ولكن يوجد الكثير من المسؤولين يقابلون أقاربهم أو أصدقاءهم أو طالبي الواسطة مقابلة حسنة من باب الواجب والاحترام. وفي نفس الوقت يلتزمون بالقواعد والأنظمة المعمول بها.
ويقول الدكتور العقلا ان "المحسوبية" تحدث بسبب قلة الوازع الديني لدى بعض الأشخاص. وعدم إدراك الأمانة المهنية المنوطة إليه، أو للحصول على مقابل مادي أو تحقيق فوائد اجتماعية كالتقدير أو الاحترام أو الطاعة أو خدمة مقابل خدمة تؤدى حين طلبها أو في وقتها. أو لإرضاء مسؤول للحصول على درجة أو مرتبة أعلى. أو لأسباب قبلية أو عصبية للأقارب أو كدين اجتماعي للأصدقاء.
وطالب د. العقلا بتفعيل دور الأجهزة الرقابية. وذلك من خلال بأن بزيارات تفتيشية لعينات عشوائية من الإدارات في الوزارات والمؤسسات. ودراسة ملفات المسابقات والترقيات وغير ذلك، محذرا من إهمال هذه المشكـلـة. وقال: لا توجد إحصاءات عن هذه الظاهرة في المملكة وإن وُجدت فمن وجهة نظري لن تكون دقيقة لأسباب كثيرة.وقال لو أن المجتمع والدولة يملكان إحصاءات وأسباب هذه الظاهرة بدقة لسهل القضاء عليها بسهولة.
الواسطـة .. ظاهرة
ويختلف الكاتب والناقد الدكتور مرزوق بن تنباك مع القول بأن (الواسطـة ) ليست ظاهرة. مؤكدا أنها (وصلت إلى مرحـلـة الإنجاز) التي بدأت تقوى وتستحوذ على الاهتمام والتفكير والنظر والتحليل والاستقراء. لأنها أصبحت حديث الناس اليومي والأمر لا يختلف عليه اثنان على أنه واقع.
ويعلق الدكتور صالح المالك أمين عام مجلس الشورى قائلا : إن المملكة تعيش ثورة معرفية جيدة في مجال (الحقوق) ولدى مجلس الشورى لجنة مختصة هي لجنة الشؤون الإسلامية وحقوق الإنسان وهي إحدى اللجان المهمة في المجلس وتتولى النظر في حقوق المواطنين والمقيمين في المملكة وعلى الرغم من أن حقوق المواطن معروفة لدى الجميع ومدونة في النظام الأساسي للحكم إلا أننا نأمل من هذه اللجنة ومن لجنة حقوق الإنسان الأهلية أن تعمل على إصدار قائمة أو وثيقة بحقوق المواطن والمقيم وواجباتها لكي يكون الجميع على علم وإطلاع بتلك الحقوق والواجبات التي ينبغي أن تصاغ في ضوء الضوابط الشرعية. بحيث تحمى هذه الحقوق من المحسوبيات والواسطات.
العربية
JOKAR
|