هل تحول "السكن" إلى"حلبة"؟!!

هل تحول "السكن" إلى"حلبة"؟!!

((يوسف الميموني ‏@yousifalmimony
5 رجال من مكة يشتكون من الضرب على أيدي زوجاتهم!! (وبدأت تقوى"شوكة النساء"تغير تدريجي في الثقافة السائدة..يبدوا أن الضحايا من"الجيل الجديد"))

هكذا جاءت تغريدة أخي الأستاذ يوسف .. فقذفت بي إلى الوراء .. وتحديدا إلى سنة 1418هـ!!!
حين كتبتُ في جريدة المدينة المنورة تعقيبا تحت عنوان (رفقا بالقوارير ) – والعنوان من اختيار الجريدة - وذلك في العدد رقم 12506 في 7/3/1418هـ.
وهذا نص التعقيب :
(قرأت ما كتبته الأخت فوز الإبراهيم تحت عنوان "رفقا بالقوارير"وذلك بالعدد 12468 من جريدة"المدينة".
وقد كتبت الأخت عن مشكلة ضرب الزوجات وإن كنت أتفق معها في أن بعض الزوجات "تلقى من الضرب والإيذاء البدني ما تنفطر له القلوب المؤمنة فترى تلك الزوجة إذا ابتليت بزوج فظ غليظ القلب لا يتورع عن إلحاق الضرر بها (..) ولا يتورع عن ضربها ضربا مبرحا". بل وأتفق معها في أن "هذه الفئة من الرجال هم بلاشك غير أسوياء نفسيا فهم ضعاف في نفوسهم مرضى في مشاعرهم متبلدون حسا ونفسا".
الحقيقة أنني كنت أنظر إلى الموضوع كما تنظر إليه الأخت؟فوز"من زاوية واحدة،وحتى عندما قرأت أنه"دفاعا عن الأزواج المضروبين"أنشئت في مدينة فاسيتراس بالسويد،أول جمعية مهمتها إنقاذ الأزواج الذين يتعرضون للضرب أو الإهانة من زوجاتهم،,هناك طبقا لآخر الإحصائيات مائتا زوج يتعرضون يوميا للضرب على أيدي زوجاتهم،,هذا العدد لا يمثل ضحايا الزوجات الحقيقيين .. فهم أكثر من ذلك بكثير.){ص 11 (العذاب مع امرأة واحدة) / سمير عبد القادر}.
أقول حتى عندما قرأت هذا الكلام ظننت أن مسالة ضرب الأزواج من قبل زوجاتهم،تمثل انعكاسا لخصوصية المجتمع الغربي ،ولكن .. يظهر أن تلك الظاهرة بدأت تتسرب إلى مجتمعاتنا المسلمة .. ففي مصر تنظر محكمة شمال القاهرة في دعوى يطالب فيها مهندي في الثامنة والثلاثين من عمره أن تطلقه زوجته { العصمة بيدها،وهي واحدة من 35 ألف حالة تملك فيها الزوجة حق التطليق في مصر - محمود} لأنه لم يعد يحتمل ضربها المبرح له كلما انتابتها الكوابيس المفزعة ليلا.){جريدة الحياة العدد 12483 في 27/12/1417هـ}.
أما عندنا فهذه القارئة منى البريكي تقدم هذه النصيحة "القيمة": ("نظرية للنساء فقط" : إذا أردت أن تملكي زوجك فقدمي له صفعة { كتبت في الجريدة خطأ : صفحة!!} هذه النظرية حقيقية أثبتتها الدراسات الحديثة في مسلسل ضرب الأزواج فرغم تألم الزوج من الضرب المبرح .. من زوجته إلا أنه يستعذب هذا الضرب.){جريدة الجزيرة العدد 8239 في 20/11/1415هـ}.
يظهر أن هذه النصيحة أثمرت،ولكن ليس بتملك الزوج .. وإنما بتحويل البيوت إلى حلبات للمصارعة الحرة،وللتأكد من ذلك سوف نلقي نظرة على التحقيق الذي نشرته هذه الجريدة الغراء {أي جريدة المدينة المنورة} في عددها رقم 12412 في 1/7/1417هـ،,والمنشور تحت عنوان "في حالة الشجار الزوجي من يبادر بالصلح .. الرجل .. أم المرأة؟).
فهذه السيدة ن.و.ه من جدة تقول : "أنا شخصيا لا أحتمل أي كلمة لاذعة أو نقد جارح وزوجي من النوع السليط اللسان والذي لا يرحم أحدا بلسانه أثناء حدوث أي خلاف حيث أجده ينهال عليّ بوابل من الكلمات القاسية والنابية والتي لا أملك حيالها سوى الصراخ والشتم والزعيق والضرب في بعض الأحيان عندما يطفح الكيل". والآن إليكم هذه الحلقة من المصارعة الحرة،والتي جرت على حلبة "منزل الزوجية"ولا ينقصها سوى حكم ومعلق .. يحدثنا عنها الزوج السيد : علي.م.هـ. من جدة : "في غالب الأحيان أكون أنا أول من يبدأ بالعنف مع زوجتي في حالة تطاولها عليّ بالسب والشتم والألفاظ النابية والتي أرفضها كرجل شرقي له رجولة وكرامة وأخلاق!!{التعجب من عندي – محمود} وذلك من خلال صفعة بسيطة أو قوية على وجهها أو سحب خصلات من شعرها {هذه مخالفة!! - محمود} حتى تفيق مما هي فيه من الغضب {سبحان الله هذه طريقة حديثة لإزالة الغيب !!- محمود} وأغلب الأحيان تبادلني زوجتي بصفعات أخرى كرد اعتبار لكرامتها وأنوثتها يقابلها مني المزيد والمزيد من الصفعات".
وهذه السيدة ليلى.س و. من مكة المكرمة تعلن الحرب قائلة : "لو تعمد زوجي ضربي لبادلته بالمزيد من الضربات ولجعلت رأسه معبرا لجميع الأدوات المنزلية من عصي وشوك وملاعق وسكاكين".
وإليكم .. سادتي القراء.. حلقة أخرى من مصارعة الحلبات المنزلية وإن كنت على يقين أن الزوجة التي وسف نقرأ اعترافها مصابة باعتلال نفسي،ولعل لديها خليطا من"الماشوسية"- تلذذ الشخص بتعذيب الآخر له،و"السادية".. التلذذ بتعذيب الآخرين .. وإليكم الاعتراف : تعترف إحدى السيدة،والتي أشير إليها بالسيدة س.م.هـ. من جدة فتقول : "في كل خناقة زوجية أذيق زوجي علقة ساخنة وهو لا يقصر معي{لاحظوا استعمال عبارة لا يقصر!! - محمود} من هذه الناحية،بنهال عليّ باللكم والضرب والصفع"لاحظوا أنها تذكر بالتفصيل أنواع الضرب الذي تتلقاه!! ومن المصادفات الغريبة أنه في نفس العدد الذي نشر فيه التحقيق،ورد سؤال إلى زاوية"حلال العقد"تقول فيه السيدة ش. س. من جدة أن زوجها "دائما يحاول هز كياني حتى جعلني أفقد توازني وأنوثتي ولا أتردد في التطاول عليه ضربا أو سبا ورد الكيل بكيلين ,, شكوته أكثر من مرة لأخي فلم ينصفني منه!! بل ذكرني أنني رشقته ذات مرة بحديدة".. يا ساتر!!
وبعد .. فإن مضاربة الأزواج وإن لم تصل إلى حد الظاهرة فإنها تشي بأن المنازل مرشحة – لا سمح الله – إلى أن تتحول من مكان للسكن النفسي والبدني،إلى حلبات للمصارعة .. ومدارس لتخريج أجيال من الأطفال المختلين نفسيا ... فهل نتدارك الوضع؟!)
انتهت المقالة بنصها .. وأعترف – بغض النظر عن أي ملابسات لقضية عنف الزوجات - أنني حين كتبت هذا الكلام،لم أكن قد تبينت مدى الكذب الذي تمارسه الصحافة الورقية ... ونشرها لقضايا مختلقة ..
هذا الاعتراف الأول .. أما الاعتراف الثاني .. فرغم كل ما قرأت .. وأقرأ عن ضرب الزوجات .. لازلت .. كشنقيطي – شايب - عاجز أن أصدق أن رجلا يضرب زوجته .. فالمجتمع الشنقيطي ... ما لم يكن قد تأثر بالعولمة!! .. لا يعرف شيئا اسمه ضرب الزوجة. ولا علامة تعجب واحدة .. فهذا هو الشيء الطبيعي .. رغم أنف العولمة!!