فرنسا تتأهل الى الربع نهائي !!!
عمت الاحتفالات العاصمة الفرنسية باريس بتأهل المنتخب الى الدور ربع النهائي لنهائيات مونديال المانيا 2006، عقب فوزه على نظيره الاسباني 3 ـ 1، وسط هتافات الجماهير التي حيت «زيزو» زين الدين زيدان، والداعية الى العودة بالذاكرة للمباراة النهائية لمونديال 1998، حيث سجل الفريق ثلاثية نظيفة في مرمى المنتخب البرازيلي، الذي سيواجه فرنسا في الدور ربع النهائي.
وشهدت الاحتفالات مواجهات بين المشجعين وشرطة حفظ الأمن، التي تدخلت للسيطرة على الوضع ونجحت في مسعاها، لتعود الحياة الطبيعية الى طرقات «الشانزليزيه» الواقعة في العاصمة باريس، فيما اطلق المحتفلون ابواق سياراتهم احتفالا بالتأهل.
وبدأت المواجهات عندما رمى عشرات الشبان قنابل دخان على رجال الأمن، فرد هؤلاء باطلاق قنابل مسيلة للدموع وسط اعمال شغب نتج عنها تحطيم واجهات بعض المحال التجارية.
وانضم مئات الاشخاص الذين كانوا يتابعون المباراة داخل الحانات والمطاعم الى المحتفلين في الشوارع، ولم تعط الشرطة احصاءات دقيقة عن عدد الاشخاص الذين تواجدوا للاحتفال حتى ساعات الفجر الاولى، لكنها اعلنت ان اكثر من 10 الاف باريسي نزلوا الى «الشانزليزيه».
واعترض المحتفلون في ساحة شارل ديغول حافلة هولندية محملة بالورود، وافرغوا حمولتها وسط الشارع، قبل ان تتدخل الشرطة للسيطرة على الوضع.
من جهتها اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة امس ان منتخب بلادها عاد ليذكر بايام مجده، وكتبت صحيفة «فرانس سوار»: «ذكرتنا المباراة امام اسبانيا، بأجمل لحظات المنتخب الفرنسي، وبروح فريق 1998 (عندما توج بطلا للعالم) و2000 (عندما توج بطلا لكأس اوروبا)»، مضيفة «لقد عاد الينا الحب (المنتخب) الذي بكيناه لمدة 6 اعوام، لقد اشتقنا اليه كثيرا».
وبدورها عنونت «ليكيب»: «السعادة»، معتبرة ان منتخب بلادها استعاد بريقه فارضا نفسه، وبطريقة لافتة، سيد اللعبة، مطيحا باسبانيا ومذكرا بأفضل ايامه. مضيفة «مساء السبت في فرانكفورت فرنسا ستواجه البرازيل في ربع نهائي من العيار الثقيل».
وتابعت «ليكيب»: «يجب ان نتوقف لبعض الوقت لنستوعب ما حصل في هانوفر، لقد عادت الينا احاسيس الامجاد الغابرة، عندما رأى المنتخب الفرنسي نفسه متأخرا صفر ـ 1، انتفض ووجد حقيقته التي طالما خشينا انه افتقدها ولن يجدها ابدا، من خلال السيطرة الجماعية والصلابة والتضامن وروح المعركة والفعالية وعزة النفس».
وعنونت «اوجوردوي»: «عملاق»، مؤكدة ان المنتخب عاد كما كان في اجمل ايامه عام 1998. فيما كتبت «لو باريزيان»: ها هو «الازرق» يعود ليتجسد فارضا نفسه سيد الليلة.
وبدورها اعتبرت «لو فيغارو»، ان المنتخب رد على جميع الانتقادات المشروعة والمتتالية بعد الاداء المهزوز، الا ان «الازرق» انتفض بالطريقة المناسبة، ليضرب موعدا في الدور ربع النهائي مع البرازيل في مباراة الحلم. وكتبت «ليست ريبوبليكان»: منتخب زيدان لن يغير العالم، وربما لن يتجاوز الدور المقبل، لكن بفوزه على اسبانيا ذكرنا ان فرنسا يمكنها ان تكون على مستوى الحدث، انها الامثولة مما تحقق».
في المقابل اجمعت الصحف الاسبانية على كلمة «الخيبة» بعد خسارة منتخبها الوطني امام نظيره الفرنسي 1 ـ 3، وعنونت صحيفة «الموندو» «خيبة وطنية»، بينما اوردت «البايس» «فرنسا دفنت الاحلام الاسبانية»، واضافت «انتهى مشوار المنتخب الاسباني بطريقة قاسية، اذ اثبت الفرنسيون علو كعبهم».
وبدت الصحافة الرياضية الاسبانية مقتنعة بالخسارة تماما على غرار اقتناعها بالاداء المقنع الذي قدمه المنتخب الاسباني في المونديال الحالي، فأوردت «أس»: «لا تبكوا لانه لدينا فريق جيد وسنعود حتما»، بينما جاء في صحيفة «ماركا»: «زيدان اجبرنا على اعتزال المونديال»، في اشارة ساخرة الى ما اوردته قبل ايام من المباراة «سنرغم زيدان على الاعتزال بعد ان ننتف ريشه». واشادت «أس» بدورها بنجم ريال مدريد زين الدين زيدان مسجل الهدف الثالث لبلاده في مرمى الحارس الاسباني ايكر كاسياس، الذي سيعتزل اللعب فور انتهاء المونديال «عزاؤنا الوحيد اننا سنشاهد زيدان في مباراة اضافية». من جهتها، اعتبرت «إلموندو» ان المباراة «اعادت زيدان» الايقونة القديمة «الى الحياة».
ولم تخف وسائل الاعلام المختلفة شكواها من «الخيبة اللامتناهية» التي يواجهها المنتخب الاسباني في البطولات العالمية، الى فشله في فك عقدة نظيره الفرنسي، فعنونت «لا راتزون»، «عشنا الحلم ووجدنا الحزن المعتاد»، فيما اوردت «اي بي سي» «يجب ابقاء الامل الى الابد».
وعن المباراة استعاد منتخب فرنسا بعضا من وجهه الحقيقي وانهى مشوار نظيره الاسباني بفوزه عليه 3 ـ 1. وسجل لفرنسا فرانك ريبيري في الدقيقة 41 وباتريك فييرا (83) وزين الدين زيدان (90)، بعد ان تقدم دافيد فيا في الدقيقة 28 من ركلة جزاء بهدف لاسبانيا.
وضربت فرنسا موعدا في الدور ربع النهائي مع البرازيل السبت المقبل في فرانكفورت، في اعادة لنهائي مونديال 1998 في فرنسا، عندما فاز اصحاب الارض بثلاثة اهداف نظيفة.
وحملت المباراة بين فرنسا واسبانيا الرقم 700 في تاريخ مباريات كأس العالم حتى الان، وتعادلت فيها فرنسا مع اسبانيا بعدد الانتصارات في المواجهات بينهما، برصيد11 فوزا لكل منهما، فيما تعادلتا ست مرات. واوقف المنتخب الفرنسي مسلسل المباريات من دون خسارة لنظيره الاسباني (25 مباراة) منذ تولي لويس اراغونيس ادارته الفنية في يوليو (تموز) 2004.
ودفع اراغونيس براؤول وفرناندو توريس ودافيد فيا معا في خط الهجوم للمرة الاولى في البطولة. في المقابل، عاد قائد منتخب فرنسا زين الدين زيدان الى التشكيلة بعد غيابه عن المباراة السابقة ضد توغو بسبب الايقاف، فشارك الى جانب فرانك ريبيري في خط الوسط، بينما فضل المدرب ريمون دومينيك الاعتماد على تييري هنري وحيدا في خط المقدمة، بعد ان كان دفع بدافيد تريزيغيه معه في المباراة السابقة. وجاءت بداية المباراة جيدة، لكن حذرة من الطرفين اللذين آثرا عدم فتح خطوطهما مبكرا، فكان اداؤهما تكتيكيا وتناوبا السيطرة على المجريات، فافتتحت اسبانيا التسجيل من ركلة جزاء، ثم ادركت فرنسا التعادل. وكانت الفرص قليلة في الشوط الاول، حيث انحصر اللعب في منطقة الوسط مع سعي كل طرف الى التحكم بالكرة.
وبدأت اسبانيا بالضغط عندما نفذ ماريانو بيرنيا ركلة حرة فمرت كرته على يمين المرمى في الدقيقة التاسعة، وكانت فرصة خجولة لفرنسا، عبر هنري الذي ارسل كرة سهلة سيطر عليها الحارس ايكر كاسياس (12). ومرر ريبيري كرة من الجهة اليمنى مباشرة امام المرمى لم يتمكن باتريك فييرا من اكمالها في الشباك (23).
وجاء الهدف الاسباني اثر خطأ ارتكبه ليليان تورام على بابلو داخل المنطقة، فحصلت اسبانيا على ركلة جزاء انبرى لها دافيد فيا ووضع الكرة في الزاوية اليمنى لمرمى فابيان بارتيز، الذي ارتمى الى الجهة الصحيحة من دون ان يتمكن من التقاطها (28).
والهدف هو الثالث لفيا في البطولة حتى الان، حيث كان سجل هدفين في مرمى اوكرانيا في الدور الاول (4 ـ صفر) احدهما من ركلة جزاء ايضا، فعادل رقم زميله فرناندو توريس.
وحاول المنتخب الفرنسي استعادة المبادرة، لكن التمريرات الى تييري هنري كانت من دون جدوى بسبب وقوع الاخير مرارا في مصيدة التسلل، قبل ان يمرر فييرا الى ريبيري المنطلق من الخلف فتخطى الاخير كاسياس الذي خرج لملاقاته ووضع الكرة بيسراه في المرمى الخالي (41).
واجرى لويس اراغونيس تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 54 باشراكه خواكين ولويس غارسيا بدلا من فيا وراؤول على التوالي، سعيا منه الى تفعيل الناحية الهجومية بعد ان بدأ الفرنسيون الشوط الثاني بطريقة هجومية لاضافة هدف ثان. وسنحت فرصة ذهبية لفلوران مالودا الذي وجد نفسه في مواجهة كاسياس فارسل كرة عالية نجح الاخير في ابعادها (52). وطار لويس غارسيا لمتابعة كرة من الجهة اليسرى فسددها برأسه ارتطمت بالارض وتابعت طريقها فوق المرمى (68). ولعب اراغونيس ورقته الاخيرة باشراك ماركوس سينا مكان خافي في ربع الساعة الاخير، فيما ادخل دومينيك سيدني غوفو بدلا من مالودا. واخترق خواكين من الجهة اليمنى متخطيا لاعبين قبل ان يسدد الكرة في الشباك الجانبية (79)، ثم مرر ريبيري كرة الى غوفو على حدود المنطقة فسددها قوية عالية عن مرمى كاسياس (81). وجاء الهدف الثاني لفرنسا في الدقيقة 83 عندما نفذ زيدان ركلة حرة من الجهة اليمنى ارتطمت برأس وليام غالاس وتهيأت امام فييرا الذي اكملها برأسه ايضا فاصطدمت بسيرجيو راموس واستقرت في الزاوية اليمنى. وبينما كان المنتخب الاسباني يبحث عن هدف التعادل، انطلق الفرنسيون بهجمة مرتدة مرر على اثرها سيلفان ويلتورد بديل هنري الكرة من الجهة اليسرى الى زيدان الذي اخترق المنطقة متخطيا كارليس بويول قبل ان يسدد في الزاوية اليسرى لمرمى كاسياس في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وعقب اللقاء اختير الفرنسي باتريك فييرا أفضل لاعب في المباراة.
واستحق فييرا اللقب بعد أن سجل الهدف الثاني وساهم بتمريرته الفعالة في إحراز الهدف الاول.
الشرق الأوسط
JOKAR
|