كيف نتحكم في عادات الطفل الغذائية ؟
كيف نتحكم في عادات الطفل الغذائية ؟
أبوظبي (الاتحاد) ـ غالباً لا يوجد من الأمهات والآباء من لا يشكو من عادات أطفالهم الغذائية، وهم في الأغلب يواجهون الكثير من الصعوبات عند محاولة تحبيب أطفالهم الصغار تناول الأطعمة الصحية، واتباع نظام غذائي متوازن، أو إقناعهم بنوع معين من الأطعمة المفيدة.
عادة ما يرفض الطفل هذه النوعية من الأطعمة قائلاً «لا أحب هذا»، ويبدأ في الإصرار على طلب الأطعمة المفضلة لديه التي غالباً ما تكون غير صحية على الإطلاق، كالوجبات السريعة، أو رقائق البطاطس»الشيبس» مثلاً.
خبيرة التغذية الدكتورة سيروين النجار، تقول:»على الآباء والأمهات ألا يخضعوا لرغبة طفلهم، إنما عليهم الإصرار على أن يجرب الطفل أولاً الطعام الموجود على المائدة على الأقل قبل أن يرفضه، وإلا لن يكون هناك بديل له».
فخلاف الأطفال مع آبائهم على نوعية الطعام يندرج ضمن الأمور التي يحاول أن يتبين من خلالها الطفل مدى سلطته وقوته في تنفيذ رغبته»، موضحة أن الأطفال الصغار يحاولون دائماً «اكتشاف مدى حدودهم في التعامل مع سلطة آبائهم عليهم. فإذا تهاون الآباء مع طفلهم ونفذوا رغباته على الدوام، فغالباً ما تنشأ أسوأ العادات الغذائية لدى الأطفال في هذا الوقت، كأن يعزف بعضهم مثلاً عن تناول الخضراوات أو يقتصر على تناول نوعيات معينة منها وهي نيئة فحسب، ويرفض آخرون تناول جميع أنواع الأسماك، أو يصرون على وضع «الكاتشب» على جميع الأطعمة.أضرار
وتشير الدكتورة النجار إلى أن تناول الإنسان لبعض الأطعمة دون غيرها يعتمد في الأساس على التعوّد، فيما عدا بعض الاستثناءات البسيطة، لذا أوصت الآباء بقولها «ينبغي البدء في تقديم الأطعمة الصحية والمتوازنة للطفل في سن مبكرة قدر الإمكان. وهناك ضرورة أن يتم طهي الأطعمة الطازجة وتقديمها للطفل الصغير، بعد تخطيه مرحلة الرضاعة مباشرة إن أمكن. فالأطعمة الجاهزة الموجودة في زجاجات أو أكياس تتسبب في الإضرار بتطور حاسة التذوق لدى الطفل»فذلك يسري أيضاً بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، حيث تتسبب الإضافات الموجودة بالكثير من هذه الأطعمة الجاهزة في إفساد حاسة التذوق الطبيعية لدى الطفل.
وتضيف:» إن الأطفال الذين تعوّدوا على تناول الفراولة داخل الزبادي فقط، أو تناولها وهي محلاة للغاية، لن يُفضلوا بعد ذلك تناول ثمارها الطازجة، فتناول الأطعمة المحلاة للغاية يرفع من الحد الأدنى لتذوق الطفل للسكريات»، ومن ثمّ يحتاج دائماً إلى إضافة الكثير من السكر إلى الطعام كي يصل إلى النسبة التي تعوّد عليها.
أهمية التحفيز
عن أهمية عامل التشجيع والتحفيز، تكمل الدكتورة النجار:»من الطبيعي أن يُفضل الطفل تناول بعض الأطعمة دون غيرها، لافتة إلى أن ذلك «لا يُمثل أي مشكلة، إلا في حال امتناع الطفل عن تناول نوعيات مهمة من الطعام بشكل تام كالخضراوات مثلاً، أو كان الطفل يشبع دائماً من خلال الأطعمة التي يتناولها في غير أوقات الوجبات الرئيسية، والتي غالباً ما تكون أطعمة غير صحية على الإطلاق.
وكي يُحفز الآباء طفلهم على تناول الأطعمة بجميع أنواعها، من الأفضل أن يُقدم الآباء قدوة لطفلهم في هذا الأمر عبر سلوكهم الغذائي، ومن الأهمية أيضاً أن يُشرك الآباء طفلهم في عملية التسوق لشراء الطعام والسماح له بمساعدتهم في عملية الطهي أيضاً.
وكذلك مشاركتهم في تناول الطعام، وحتى تصبح مسألة تناول الطعام بذلك إلى معايشة إيجابية وممتعة بالنسبة للطفل، لأنها تُتيح له العديد من الإمكانات لاكتشاف أشياء جديدة من حوله».
|