موضة إفصاح غير مقبولة
خالد العبدالعزيز
لا أعرف من أين جاءت سوق الأسهم بموضة التركيز على أرباح النصف الأول من قبل بعض الشركات المساهمة وليس كلها، بحيث تذهب كل شركة تحقق نتائج مخيبة في ربعها الثاني لتستظل في نتائج وأرباح الربع الأول، لإيهام المستثمرين بشيء يخالف الواقع.
واعلانات الشركات المساهمة تخرج قياساً دقيقاً لكفاءة ادارة الشركات، ويخبو تحت تلك الاعلانات خليط من التقدير للفكر الاداري، فإما أن يكون مشجعا للمساهمين في تقدير تلك الشركات واما أن يكون محبطا.
والإدارات الناجحة هي من تفاخر بما حققته من أداء خلال ربع مالي منعزل عن الآخر، يعكسه حجم نتائجها، ولن تمانع تلك الادارات في الظهور إلى السوق بشكل يليق بما حققته، ولن تتوانى عن ذكر الحقائق المتعلقة بمراكزها المالية كاملة قبل نشر قوائمها المالية في الصحف.
ولاحظ المستثمرون تركيز بعض الشركات على نتائج النصف الأول من العام الجاري دون الاشارة إلى ماحققته في الربع الثاني، وكان آخرها ما أعلن في يومين ماضيين، حيث لم تكلف الشركات المعلنة نفسها عناء تقديم نتائج واضحة لمستثمري السوق.
وليس عيبا أن تتراجع أرباح الشركة المساهمة، لأنها ليست خارقة للعادة حتى لاتتأثر بأي ظروف أحاطت بها، ويحدث أن تمر الشركات العالمية بظروف أسوأ لكنها لا تتجرأ على إخفاء التفاصيل المحيطة بها، ولم يسبق لها أن اتجهت إلى ربع مالي سابق لتخفي فيه تراجع ربع مالي منصرم.
ومن العيب ألا يعزل كل ربع مالي عن الآخر، لأن الشركات بدمج الربعين تقدم صورة غير واضحة عن أدائها المالي حتى يتخذ المستثمر على ضوئها قراره المناسب، اما بالاحتفاظ بأسهم الشركة، واما ببيعها.
والصورة القاتمة التي تستمر في بعض شركاتنا المساهمة لن تعطي تقديرا واضحا عن قدرة ادارات الشركات في مواكبة ماهو مطلوب عن مستوى افصاحها، بل على العكس سينشئ ذلك وضعا غير مقبول أن تكون عليه ادارات بعض الشركات.
والحقيقة يجب أن تقال، أنه كان الله في عون رئيس هيئة السوق المالية الذي يبذل جهدا كبيرا في ازالة كل ماهو غير ملائم من حيث مستوى الافصاح، خاصة أن هيئة السوق المالية وقعت عقداً مع الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين لتقديم خدمات استشارية، تقدم فيه دراسة تتعلق بمراجعة معايير المحاسبة السعودية ومن ضمنها مراجعة الواقع الفعلي لمعايير الافصاح.
والأمل موجود برئيس الهيئة على وضع حد لمثل تلك الظواهرالخاطئة دون انتظار لما تخرج به دراسة تستغرق عاما كاملا، والثقة قائمة بأن معالية لن يتأخر في ذلك.
الريااااااااااااااااااااض
|