[الرعد:33] ..
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)
[الروم:25]
فكل الموجودات لا قوام لها إلا بالله عز وجل، ولا غنى لها عن الله عز وجل أبداً، فكل الموجودات مفتقرة إلى الله.
جـ -( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ )
[البقرة:255]
لا تعتريه سبحانه وتعالى غفلة ولا ذهول، ولا نعاس،
ولا نوم: أي: استغراق في النوم وغياب عن الوعي أبداً.
د ــ ( لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)
[البقرة:255]
الجميع عبيده وتحت ملكه سبحانه :
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً)
[مريم:93].
هـ ــ ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ )
[البقرة:255]
لا يتجاسر أحد أن يشفع لأحد عند الله إلا إذا أذن الله له،
ومنح هذا الشرف للنبي( عليه الصلاة والسلام )
لكي يشفع لا بد أن يستأذن، وإذا أراد يوم القيامة أن يستأذن
يأتي تحت العرش ويخر ساجداً، فيدعه الله ما شاء أن يدعه،
ويعلمه من المحامد ويفتح عليه من الثناء أشياء لم يُعلمها أحداً فيعلمه إياها،
وبعد ما يقولها ينتظر الناس النتيجة، ويسجد من تحت العرش ما شاء الله أن يسجد من الوقت،
بعد ذلك يقول سبحانه :
(يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع)
فهذا سيد الخلق لا يمكن أن يشفع إلا إذا أذن الله له .
وــ (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )
[البقرة:255]
إحاطته سبحانه وتعالى بجميع الكائنات، وإحاطته بالحاضر والماضي والمستقبل،
والجن من الغيب، والله سبحانه وتعالى يحيط بهم ويعلمهم
( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ )
[البقرة:255].
زــ ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ )
[البقرة:255]
فلا يطلع أحد على شيء من علم الله إلا من أطلعهم الله، ولولا أنه أطلعهم ما اطلعوا ولا عرفوا.
ح ــ ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ )
[البقرة:255]
الكرسي عظيم جداً وفي غاية الاتساع وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
ط ــ ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا )
[البقرة:255]
لا يثقله، ولا يكرثه، ولا يعجزه، ولا يتعبه،
ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض ومن فيهن، فهو سهل يسير عليه سبحانه وتعالى.
الله سبحانه وتعالى
لا يئوده حفظ كل من السماوات والأرض وما فيهما من
الإنس والجن والملائكة وجميع العوالم، وهذا شيء يسير على الله سبحانه وتعالى.
ي ــ ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
[البقرة:255]
كقوله تعالى: (الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ )
[الرعد:9].
فهذه تبين لنا بجلاء عظم قدرة الله عز وجل،
وأنه سبحانه قائم على جميع الأشياء التي منها الجن،
وأنه لا يخرج شيءٌ منها عن ملكه،
فالتحصن بهذه الآية التي معناه: أنك تلتجئ إلى الله،
وتعتصم به وبقدرته وبحفظه وكلاءته ورعايته فيقيك من شر الشيطان،
فإنك في الحقيقة إذا قرأتها بهذه النية فأنت تلتجئ
إلى من لا ينام ولا يغفو ولا يسهو سبحانه ،وأن له ما في السماوات وما في الأرض،
وأن الجن هؤلاء والشياطين لا يخرجون عن ملكه
ولا عن قدرته، وأنه يعلم حركات الجن والشياطين ،
ولا يئوده حفظهما وما فيهما فأنت في الحقيقة تعتصم بالله بقدرته وبعظمته،
فلذلك ينجيك هذا الاعتصام ويحفظك بالتأكيد إذا كنت بالله مؤمناً وعليه متوكلاً
ولا بد من هذا، والمسألة مسألة يقين وتوكل.