أنا وامـــــــــــــي والبـــــــــــــحر ...

هــنا فقــط في صباااح يشبـه الحلـم أستيقظ على عجــل ،،، لاخاطــب من اهــوى مخاطبتـهم قبل مغادرتي ،،، والقى من اهـوى لقاءهــم ،،، احـاول ان ابــدو اكثر انـاقـة ولكنـي لم افلـح فكــل مرتــادي هذا المجلــس من الطبقات الاستقراطية العاليــة جدااا ،،، جميعهم من صانعــي الادب والذوق والاناقة ،، اشعر بصعوبة فائقة في مجاراتهــم ،،، احاول ان اراقبهــم ،،، واحســن تقليدهــم دائمـاً ،،، لا اخفيكم سرا فانا تلميذٌ نجيب ،،،

اسرق النظرات تلو النظرات لاتعلم منهــم ،،، فأرى كيف يمــسك

( عشوق ) بملعقة الاكل من ناهيتهــا ويحركها كيفما يشاء بدون اي يحدث صوتــاً او ضجيجاً ،،،

وفي الجانــب الآخر ارى ( قايدة الخيل) وكيف تتعامل مع فنجان القهوه وكأنها تقرأ عليه البسملـة بيدها اليمنى ترتشفه بهدوء وتأنـي ،،، وتـأتي يدها اليسرى تلفها منديل ورقي ناعـم تمسح بها بقايا من رشفــة

وفي الركــن الايــمن ارى

(( حورية حائل ))

وكيف تستطيع بشكلٍ مذهل ان ترتب نظراتها ،،، وتحركـاتها ،،، فكأني بهاتعمل حســاب لكل نظره وفي اي اتجاه تطلقهـا ،،، تعدها عداً ،،، تبتســم بشكل يصعب علينا تقليدها ،،،

يا سبحــان الله كم اعيتـــني مراقبتهم ،،، واتعبنــي تقليدهــم دون ادنى فائــده ،،، فأنا لا استطيــع ان اصبح مثلهم ،،، حينها فقـط شعرت بالفشــل فحاولــت الفرار من هذا المجلــس ,,, فأنا لا استطيع ان اتعامل بتلك الاناقـة والاتيكــيت كهؤلاء البــشر ،،،
ربما انهم نشأو وترعرعو في بيئه لها طقوسها الخــاصه ،،، لذا سأخاطبهم من خــلف الاســوار وسأشكي لهم حالي ،،، وسأشكــي لهم ما فعــل بي الزمــن

.
.
.

أليكم أقول : ...

.
.
.

أعرف ولا أعرف ... أركل سطوة الزمن بقدمى ... وانبذ الالم والهم ... وكثيرا ما تنتشر مساحات العناء والتعب في جسدي الهزيل ...

.
.

لا تهتمو لامري يا ساده ... وافسحو لي في المجالس ... واتركوني اكتب ما اريد ... ولا تضيقو بمحاسبتي ومراقبتي ... وإن شئتم فبصقو على احرفي ... وانهروني ... وانعتوني بما تشاؤن... قولو غبي .. ساذج ... قولو كاذب ... مغرور ... لكم ما تشاؤون ... في المقابل اتركوني اخرف واهذي بما اريد ... فوالله لم يبقى لي من هذا الزمن الا حرف أخرف به واهذي ... فاما أملك إلا قلم حزين ... اضناه التسكع في ... شوارع الورق ...
وسطور تقاوم لتعيش ... في الزحام .. وبين الجموع ... هناك من يعتقد انه يعرف ما يجري ...

.
.
.


منذ طفولتي وانا أكره البحر ... وكثيرا ما اصاب بالدوار والاغماء حين امتطي صهوة الامواج ... وعلى حين غفله وبئس ... وبعد ان هزمتني هذه الدنيا الجائره .... حملت امتعتي ... منتحراً ... وكأنني على موعد مع البحر ... عبثاً احاول ان أهزم مخاوفي ... شاهدتني والدتي فأسرعت تناديني : ستغرق يا ولدي ... عد يا حبيبي ... أخاف عليك الغرق ... فليس هناك حوريه ... عد يا ولدي اعلم ما بك من هم ... ولكن سيعينك الله ... وستزول الغمه يا ولدي ... عد ... ارجوك ان تعود ...

.
.
.

إبتعدت وصداها ما زال يتردد في اذني ... عد يا ولدي... سالت عيناها الكريمتان دمعاً ... وكأنها تعلم بمصابي الاليم ... وتتحسر على حظي التعيس ... وقدري ...

.
.

غبت في الافق وانا استرق النظر الى والدتي بين الفينه والاخرى وأرقبها في الظلام واقفة على الباب تلوح بيدها ... لارمي بقبلاتي تحت اقدامها ... ان سامحيني ... فتلك هي المره الاولى التي لا اسمع بها كلامك يا طاهره ... يا نقيه ...

.
.
.


وقبيل الغروب اصبحت على ضفاف الشاطيء الكبير ... وعلى ذلك المركب المهتريء ... ابحرت ... فداهمني الليل والقلق ... وبدأت الريح تعتلي صهوة الموج ... وتهاجم شموخي المكسور وحريتي ... وبين هدير الموج وسكونه الذي يشبه الاموات ... أبحرت وحيداً ... ممسكا بمجدافي ... وببقايا اشرعة مركبي... يسكنني خوف عميق من القادم المجهول ... اسبح المولى وادعوه ... ارحمني يا ربي ...

زاد الموج وهدر ... وبدأ الكون في الاحمرار ... وبدأت تفاصيل ذكرياتي تمر بمخيلتي ... ياه ماذا بوسعي ان افعل ؟! تاهت بي الخطى ... وضاع كل شيء ... بدأ مركبي الهزيل بالاهتزاز ... محاولا الصمود امام القدر ... قذفه الموج في كل اتجاه ... لم اعد ارى شيء ... فسلمت امري لله ...

هدر ..
هدر ..
موج ... بفيصل... غدر ...

هدر ..
هدر ..

وحيدا ... تركتني يا قدر ...

أنقلب مركبي بعد ان اصبت بالدوار ... والتهمني البحر ... وانا اردد ... اغيثيني يا امي ... اغيثيني ... فجسدي هزيل ... والخوف يسكن اطرافي ...




يا من ساومتني لكي ابقى واعيش ...
أقول لك : تنحني السنابل ... ولا تكسرها ... الريح ...

.
.
احترامات انيقه
اخوكم الصغير / لا قمر يولد