يروى ان قوما من اليمن اقبلوا يريدون الوفود على رسول الله صلى الل عليه وسلم ، فضلوا الطريق ،
ونفذ مالديهم من الماء ، فاستظلو ا بالطلح والسمر منتظرين الموت عطشا
فبينما هم فى اخر رمق اذ اقبل رجل ملتثم بعمامته يظهر العطش في وجهه ويبحث عن الماء ،
وعندما لم يجد معهم الماء جلس بجانبهم وكأنهم ينتظرون الموت عطشا لكونهم في ارض منقطعه
وفي وقت الحر الشديد 0 وعندها تمثل احدهم ببيتين لامرء القيس وهو يصف ظبيه جميله مصابه فقال:
ولما رأت ان المـنـيـة حـتـفها=وان الحصى من تحت اقدامها دامى
تيممت العين التى عند ضارج =يفئ علـيـها الظـل عرمضها طـامى
وهذه الابيات تثبت ان المكان المسمى ضارج يوجد فيه ماء0
فقال المتلثم: من يقول هذا الشعر ؟؟
قال امرئ القيس قال:ان كان قال ذلك فقد وجدنا الماء وهذا ضارج امامكم.
ليس بينكم وبينه سواء خمسون ذراعا 00
فتحاملوا يزحفون زحفا حتى بلغوا العرمض الذي ذكر امرء القيس في ضارج
فوجدوا الماء فعلا على وصف امرء القيس في ابياته.وسلموا من الهلاك والموت عطشا وقد انجاهم الله بهذين
البيتين حيث وجدوا بهما عنوانا كاملا للماء الذي كان بقربهم ولولا هذه الابيات لماتوا عطشا بجانب الماء دون ان يعلموا
به وبمكان وجوده00
هناك من يروي البيت الاول بهذا النحو:
ولما رات ان الشريعة همها 00وان البياض من فرائصها دامى
وهذا غير صواب لان الشاعر كان يصف ظبي مصاب وهو في معرض تشبيهه بالظبي لحبيبته00
ومن زهور الادب الوصف الوارد بقصيدة ابوالحسن التهامي في رثائه لابنه الصغير في القصيده
التي اختيرت ضمن جواهر الادب والتي سأل عنها الخليفه عمر بن عبدالعزيز من كان في مجلسه
ان كان فيهم من يحفظها وكان ابوالحسن موجودا ولايعرفه الخليفه فقام وانشد القصيده وعندما انتهى
قال عمر بن عبدالعزيز انت ابوالحسن0 فقال ومايدريك فقال النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجره0
اي انه عرفه من مشاعره الصادقه اثناء قوله للقصيده التي منها:
حـكـم الـمـنــيــه فـي الــبـريــه جـاري=مــــاهــــذه الــدنـــيـــا بــــــدار قـــــرار
بــيـنـا يـري الانـسـان فـيــهــا مـخـبـرآ=حـــتـــى يــــــرى خـــبــرآ مـــن الاخــبـار
فـالـعـيــش نوم والـمـنــيــه يــقـــظـــه=والـــمــــرء بـيـنــهــمــا خــــيــــال ســاري
لـيـس الـزمـان وان حـرصـت مـسـالــمـآ=خـــلــــق الـــزمــــان عــــــــداوة الاحــرار
يـا كـوكـبـآ مــا كــان اقــصــر عــمـره=وكـــذلــــك عـــمــــر كـــواكــب الاســحـار
ان الـكــواكــب فــي عــلـــو مـحــلــهــا=لـــتــرى صــغـــارا وهــي غــيـــر صــغـــار
عـجـل الـخـسـوف عـلــيــه قـبـل اوانـه=فــمـــحـــاه قــــبــــل مــضـــنـــة الابــــدار
واســــتــــل مـن اتـرابـه ولــــداتــــه=كـالـمـقــلــه اســتـــلـــت مــــــــن الاشــفــار
فـــكـــأن قــلــبــي قـــبــــره وكـــأ نـه=فــــــي طـــيـــه ســــــر مـــــــن الاســـــرار
اشـكــوا بـعــادك لـي وانــت بـمــوضــع=لـــولا الــردى لـســمــعـــت فــيـــه ســـراري
والـشــرق نـحــو الــغــرب اقــرب شـقـة=مــن بــعــد تـلـــك الــخــمــســة الاشـــبــار
انظروا لروعة التصوير بلسان الحكيم00
يقول وهو واقف على قبره اني اشكي من بعد مسافتك بالرغم من كونك قريب لدرجة انه لولا الردى وهو الموت
لكنت تسمع سراري اي عندما اتحدث مع غيري سرا وخافضا صوتي ثم قال لو كنت في اقصى الشرق او الغرب
لكنت اقرب من هذه الخمسة اشبار وهي عمق القبر هذا 00 وان من الشعر لحكمه00
جوهرة مالك بن الريب000
عندما نقف امام بكائية مالك بن الريب التميمي نجد انفسنا امام سيل من الحزن اللامتناهي نستشف
عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق 00
ومهما رثى الانسان الاقارب او الاصدقاء فلن يكون اصدق في مشاعره عندما يرثي نفسه التي قاربت على
مفارقة الحياة والاحباب00
وشاعرنا الفذ مالك بن الريب كان صعلوكا قاطع طريق في بداية حياته بسبب الفقر فمر عليه
سعيد بن عثمان بن عفان في جيش لفتح مرو اقليم من اقليم خراسان فاقتنع
مالك بانضمامه الى الجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق00 وتاب لله سبحانه وتعالى00
واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير الى انه مات بالسم لدغته افعى
كانت في رجله اليمنى في خراسان وهي الاقرب والبعض يقول انه اصيب بسهم فجرح واندمل وانتقض فيما بعد00
لكنني اريد الوقوف امام هذه البكائية الحزينة التي ارددها دائما في نفسي لكوني حفظتها من ايام الدراسه الثانويه قبل الجامعه
لتعلقي بها وبمعانيها الادبيه الرائعه 000
وشاعرنا رحمه الله يبدأ بنى قصيدته على نداء التمنى في رؤية اماكن طفولته في نواحي المدينه المنوره بقوله:
الا ليت شعري هل ابيتن ليلة=بجنب الغضى ازجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه=وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كنت في اهل الغضا لودنا الغضا=مزار ولكن الغضا ليس دانيا
ثم نجده ايضا يتمنى لمعرفة مااذا كانت ام مالك ستبكيه بعد موته كما لوكانت هي ماتت فانه سيبكيها00
وياليت شعري هل بكت ام مالك=كما كنت لوعالوا نعيك باكيا
اذا مت فاعتادي القبور وسلمي=على الريم اسقيت السحاب الغواديا
ثم يوضح فخره واعتزازه بشجاعته عندما يقول لاصحابه افعلوا بي الان ماتريدون لاني مستسلم ضعيف بين ايديكم
في حين لم يكن احد يستطيع فعل ذلك معي قبل ذلك في قوله:
خذاني فجراني ببردي اليكما=فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
فقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت=سريعا الى الهيجا الى من دعانيا
اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه الذي هو فيه لانه حزين بمفرده وحيدا00
وهاانا اوردها لكم كامله لحبي لها وروعتها من الناحية الشعريه او التصاوير الادبيه او المشاعر الصادقه لتكون مسك
الختام لهذه الواحه الادبيه العطره00