ماذا قال الاعلاميون والشعراء بعد خروج الفراعنه

استهدف الربحية فخسر الشعر.. الإعلاميون و الشعراء:
شاعر المليون .. مهزلة شعرية تسيطر عليها الأهواء الشخصية !!?

سلطان الجهني

وأخيراً أسدل الستار عن نهاية النسخة الثانية من برنامج شاعر المليون، بنتيجة لم يكن يتوقعها حتى أسوأ المتشائمين، و ذلك بعدم تحقيق الشعراء السعوديين لأي مركز ضمن مراكز المسابقة الثلاثة الأولى. و خروج بلد الشعر من المسابقة بهذه الصورة أثار حفيظة جماهير البرنامج في المملكة، بل و حتى الجمهور المنصف في دول الخليج، و حملت مواقع و منتديات الانترنت ردود فعل غاضبة حول هذه النتيجة القاسية بحق الشعراء السعوديين. (شعبي) كان لهذا الاستطلاع مع عدد من الإعلاميين و الشعراء:

الإعلامي و الشاعر المعروف الحميدي الحربي حمل نشوة الرويني مسؤولية عدم تحقيق الشعراء السعوديين لأي مركز من المراكز الثلاثة الأولى في برنامج شاعر المليون في نسخته الثانية، متهماً إياها بأنها تريد سحب بساط الشعر من تحت أقدام أهله، و واصفاً لما حدث بالبرنامج بالمهزلة، معللاً ذلك بأن البرنامج يستهدف تحقيق الربحية فقط، بعيداً عن الشعر، و دلل الحميدي الحربي على ذلك باختيار لجنة غير مؤهله لتحكيم المسابقة، مؤكداً على حد قوله أن اللجنة لاتضم سوى شاعر واحد هو حمد السعيد. و وصف الحميدي الحربي عضو لجنة تحكيم المسابقة حمد السعيد بأنه العضو الوحيد الذي نجح في أعطاء آراء فنية تستحق التقدير، فيما حاول باقي أعضاء اللجنة إسقاط ما تعلموه من بعض المدارس النقدية على الشعر في البرنامج، إلا أنهم لم يجيدوا التعامل مع نقد الشعر باستثناء السعيد. و أضاف الحميدي الحربي إن ما حدث في البرنامج غير مستغرب، و استشهد على ذلك بكتاب الشاعر بدر اللامي الذي احتوى على العديد من الحقائق المدعومة بالصور عن البرنامج. و قال الحميدي إن الجمهور يصوت للشاعر الذي يفضله، إلا أن نشوة الرويني تمنح البيرق لمن تريد في النهاية.

الصحفي هليل المزيني رئيس القسم الشعبي بالزميلة البلاد يقول: في الواقع جاءت النتيجة مخيبة للآمال، مع أنها لم تكن مستغربة من مسابقة تسيطر عليها الأهواء الشخصية، و من لجنة مسيرة و ليست مخيرة. فهل من المعقول أن يحدث هذا مع شاعرين : كعيضة السفياني و الذي حصل على أعلى نسبة تصويت من قبل المتابعين للمسابقة في الحلقة ما قبل الأخيرة من البرنامج، و هل من المعقول أن يتخلف عنه جمهوره في حلقة التتويج؟!!. و كذلك الحال مع الشاعر ناصر الفراعنة صاحب الجماهيرية العريضة؟، ليتقدم عليهما شعراء أقل منهما شعراً و جماهيرية و يمنحون مراكز المسابقة الثلاثة!! و ليخرجان من المسابقة خاليي الوفاض مع أنهما أحق و بكل جدارة بالمركزين الأول و الثاني و لكن ماذا نصنع و نحن أمام برنامج تسيره الأهواء و يفتقد للنزاهة و المصداقية!!.

من زاوية أخرى يقول الشاعر مشعل الفوازي: لست من أنصار نظرية المؤامرة، و لا أعتقد أن القضية حصلت بقرار ما، الشاعر السعودي مثل غيره من الشعراء المشاركين بهذه المسابقة التنافسية و هو معرض لكافة الاحتمالات. في تصوري أن عامل التصويت الذي كان له ترتيب معين من بعض الدول قد حسم الأمر فيما كان الشاعر السعودي يتلقى دعمه عن طريق اجتهادات فردية لابد أن يكون لها سقف معين في نهاية الأمر.

الناقد المعروف سعود الصاعدي. يقول : في البدء أبارك للشاعر خليل الشبرمي تحقيقه اللقب، أما مسألة عدم تحقيق الشعراء السعوديين لأي مركز متقدم من المراكز الثلاثة الأولى فيضع كثيراً من علامات الاستفهام حول آلية التصويت، كما أنه خسارة لهذا البرنامج الذي بنى نجاحه و مجده على جماهيرية السعوديين، و من هنا أتوقع أن تحدث ردة فعل بمقاطعة البرنامج و عدم المشاركة فيه، و هذه وحدها كافيه لإسقاط البرنامج و إعادته إلى مرحلة البناء من جديد، بل و إحالته إلى التقاعد المبكر، أو على أقل تقدير تحويله إلى برنامج شعبي في إذاعة صوتية على هامش الفضاء، ورب ضارة نافعة!.

الشاعر الجميل عبيد الدبيسي. يقول: الشعراء السعوديون يشاركون ببرنامج شاعر المليون لنجاحه الإعلامي الكبير، و لجماهيريته الواسعة، و لأن البرنامج ناجح و كسر قاعدة ما في هالبلد غير هالولد، و عندما تتحقق لك النجومية و الشهرة بصرف النظر عن المراكز فهذا كاف على الشاعر السعودي. هذا إذا ما عرفنا أن الشاعر السعودي المصدر من الخارج يحظى بقبول أكثر من الشاعر بالداخل، و المفروض أن نصدر شعراءنا بدل استيرادهم و نحتفي بهم، فالشاعر السعودي يخرج بحثاً عن الضوء لا عن المراكز، و بالآخر لا ننسى أن الشبرمي سعودي و من قرية سميراء بحائل، و إن كان يحمل الجنسية القطرية، و هذا ليس تقليلاً من شعراء قطر، الذين سبق أن فازوا بالمسابقة.

الشاعر الغنائي فهد عبد الكريم الأحمد وصف عدم تحقيق الشعراء السعوديين لأي من المراكز الثلاثة الأولى في البرنامج بأنه أمر يدعو للاستغراب. و قال الأحمد: اعتقد أننا فوجئنا أولاً بخروج الشاعر الجميل خالد العتيبي، و من ثم خروج الشاعر خلف المشعان، و بعده بدر الظاهري، و أخيراً ناصر الفراعنة و عيضه السفياني!!. و أضاف الأحمد إن ما يحدث عبارة عن لغز يجب حله. قائلاً: إن معظم شعراء المملكة يشاركون و هم نجوم معروفون قبل البرنامج، بينما يفوز شعراء مبتدئون من الدول الأخرى. و أنهى الأحمد حديثه قائلاً: يبقى البيرق الحقيقي هو حب الجماهير، و ناصر الفراعنة هو المتوج الحقيقي كون الكبار و الصغار يرددون قصائده عن ظهر قلب!!.

الشاعر أحمد عايد البلوي. يقول: أنا ذكرت في وقت سابق أن البرنامج عليه بعض السلبيات، و التي أقولها بكل صدق أنها قتلت الشعر من الموسم السابق، فالهدف مادي بحت، بعيداً عن النزاهة و خدمة الشعر، البرنامج بكل أسف أثار النعرات القبلية و التعصبات الإقليمية و الجغرافية، و خدش ذائقة المستمع، و قبل هذا كله مسألة الغناء و التبرج في محفل محسوب على الأدب و الذوق الرفيع!. و أنا أتساءل: أين الأدب من كل هذا ؟!!.. ما أود أن أقوله لكل شاعر : لا تكن طعماً لمن جعلوا من الشعر سنارة له.


المصدر : جريدة المدينة