الأطباء: التعرض المباشر للشمس يصيب الجلد بالشيخوخة

الثلاثاء, 22 يوليو 2008
ياسمين يوسف - الدمام


الصيف ينطلق الناس إلى أحضان الطبيعة لملء صــــدورهــم بالهواء، ولتنشيط الدورة الدموية، والتخلص من الضغوط النفسية، ودب الحيوية والنشاط في الجسم بعيداً عن الإرهاق والتعرض لأشعة الشمس للحصول على الفيتامينات. لذلك يحذر عدد من الأطباء الاستشاريين والمختصين من أخطار التعرض لحرارة الشمس أو أشعتها المباشرة مشيرين إلى الأخطار الصحية الكبيرة التي تسببها مثل ضربات الشمس التي قد تؤدي للوفاة وكذلك أثرها البالغ على العيون والجلد.
وطالبوا الناس باتخاذ الاحتياطات اللازمة والواقية من أثرها على صحتهم وخاصة الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين تتطلب أعمالهم التعرض للشمس فترات طويلة من النهار وبينوا طرق الإسعافات الأولية السريعة وكذلك العلاجات اللازمة لكل حالة من الحالات.
ضربات الشمس
في البداية تحدث الدكتور أشرف صبحي الأباصيري أخصائي الباطنية قسم الرعاية الأولية - مستشفى سعد التخصصي عن ضربات الشمس قائلا: «أشعة الشمس ضرورية للصحة إلا أنها تهدد بالمخاطر، فقد تسبب الأشعة الشمسية وجزءها الخطير -الأشعة فوق البنفسجية- مجموعة من الأمراض».مشيرا إلى انه يصدر من الشمس نوعين من الأشعة، مرئية وأخرى غير مرئية. تعرف الأشعة غير المرئية بالأشعة فوق البنفسجية ( UV )، وهي ثلاثة أنواع، أي و بي و سي ، أشعة سي تُمتص بواسطة طبقة الأوزون المحيطة بالأرض وهي أخطر أنواع الأشعة فوق البنفسجية،أشعة بي تؤثر على الطبقة السطحية من الجلد ( البشرة )، وهذا النوع من الأشعة لا يخترق الزجاج. أما أشعة أي فتخترق عمق الجلد وليس لها فصول معينة تزداد فيها كما أنها تخترق الزجاج.
وأضاف ان هذه الأشعة تزداد في فصل الصيف وفي الأماكن المرتفعة وتزداد تركيزاً كلما اقتربنا من خط الاستواء. كما تزداد مضار هذه الأشعة في وجود رياح كما أن الأسطح المائية والرمل والثلوج تعكس هذه الأشعة، حتى في وجود غيوم فجزء من هذه الأشعة يخترقها.ويزداد تركيز الأشعة فوق البنفسجية وقت الظهيرة خاصةً بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة مساءً، ويكثر حصول حرق الشمس في هذا الوقت. وتزيد احتمالية حرق الشمس في الطقس الحار لأن الحرارة تزيد من تأثير الأشعة. ولكن قد يحدث حرق الشمس حتى في الطقس المعتدل.
أما عن الاحتياطات التي علينا إتباعها عند الخروج في نهار الصيف يقول الدكتور اشرف صبحي الوقاية من الشمس تبدأ بتجنبها أثناء ذروتها ولبس ملابس مناسبة. تعكس أو تمتص الأشعة فوق البنفسجية، في حالة التعرض للشمس من الأفضل استعمال أحد المركبات الخاصة بالوقاية من الشمس معامل الحماية ( SPF ) يجب أن لا يقل عن 20 ويفضل استعماله حتى في وجود غيوم.
تعمل المركبات الواقية من الشمس على امتصاص أو عكس أو تشتيت الأشعة فوق البنفسجية. وتتوفر هذه المركبات على شكل مرهم أو كريم أو لوشن أو بخاخ أو مسحات.من المهم استعمال واقي من الشمس مناسب عند استعمال أدوية لعلاج حب الشباب سواءً كانت موضعية أو عن طريق الفم، كما يُحرص عليها عند استعمال مواد العناية بالبشرة.
وحول أعراض الإصابة بضربات الشمس وطرق علاجها وسبل الوقاية منها يشير الدكتور اشرف صبحي إلى أن ضربة الشمس حالة طارئة حادة تحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو ، خاصة أشعة الشمس المباشر في فصل الصيف . وسببها اختلال في المراكز الحساسة بالمخ ، وبصفة خاصة مركز تنظيم الحرارة فيعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعي ، وتحدث أكثر لدى الأطفال ، وكبار السن ، ومرضى القلب والسكري ومدمني الكحول والمخدرات ، والذين لم يألفوا الأجواء عالية الحرارة . . ووجد أن للون البشرة أهميته في نسبة حدوث ضربة الشمس، ففي ذوي البشرة غير الملونة، والذين لم يتعودوا التعرض للشمس تكون النسبة عالية، وتقل هذه النسبة بين الملونين وقاطني المناطق الاستوائية وشديدة الحرارة، وإذا لم يسعف المصاب فورا ، فإنها قد تؤدي إلى هبوط يؤثر على كافة أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة ، خاصة الحيوية من خلايا المخ . وتتوقف خطورة الحالة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف و علاج المصاب، التي تعتمد أساسا على تبريد الجسم، وإعطائه السوائل الوريدية لمنع حدوث الوفاة.
الإجهاد الحراري
وأوضح أن هناك فرقا بين الإجهاد الحراري، وضربة الشمس قائلا الإجهاد الحراري يحدث بسبب فقدان السوائل من الجسم والتعرض للحرارة العالية وعدم تعويض الجسم بالماء والأملاح المفقودة إلى عدم مقدرة الجسم على خفض الحرارة وتبدأ عملية الإنهاك الحراري. وأعراضه العرق الشديد، والشعور بالإرهاق، وعدم التركيز، والغثيان، والعطش الشديد، والتنفس السريع، وعدم وضوح الرؤية، ويكون الجلد بارداً ومغطى بالعرق والحرارة نحو 38 درجة وأحياناً اقل أو أكثر والنبض يكون سريعاً وضعيفاً والضغط منخفضاً أو طبيعياً.
أما علاج المصاب بالإجهاد الحراري يكون سريع الاستجابة للعلاج ، ويكون واعيا معظم الوقت وفى هذه الحالة يجب طلب معاونة الطبيب، إذ يمكن أن يتطور الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس، والتي قد تؤدي للوفاة
ولتجنب حدوث المضاعفات ينصح الطبيب تجريد المصاب من ملابسه ونثر الماء على جسمه، واستخدام مروحة مع الراحة التامة، وتناول سوائل عن طريق الفم وإعطاء المحاليل التي تحتوي على الأملاح المعدنية عن طريق الحقن بالوريد بالإضافة إلى عدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة ، مع كثرة تناول السوائل والعصير.
أما عن أسباب ضربة الشمس يرجع الدكتور اشرف صبحي أسبابها إلى فقدان الجسم لمعظم السوائل وبسبب تأثير الحرارة على المخ تتوقف إفرازات العرق مما يؤدي إلى الارتفاع المستمر في درجة حرارة الجسم وحدوث فشل في وظائف أجهزة الجسم. مشيرا إلى أن أعراضها تتمثل في ارتفاع في درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، مع صداع ودوخة وعدم إدراك وعدم اتزان واحمرار الجلد وتوقف العرق وقوة النبض ثم سرعته وعدم انتظامه خاصة مع تقدم الحالة وإجهاد في التنفس ، مع ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى ، ثم انخفاضه في المرحلة المتقدمة علاوة على ضيق حدقة العين ، مع إعياء شديد ، ثم إغماء وتشنجات عصبية.
وحول طرق العلاج السليمة في مثل هذه الحالات العلاج يقول الدكتور اشرف صبحي يجب في هذه الحالة استدعاء الإسعاف فوراً، ونقل المصاب إلى ظل أو إلى مكان بارد وخلع ملابسه الخارجية واستلقاء المصاب مع رفع رأسه إلى أعلى من مستوى الجسم و عمل كمّادات بادرة على الأطراف . ويمكن استعمال قطعة إسفنج أو فوطة مبللة بالماء البارد لتبريد رأس وأطراف المصاب و لف المصاب بخرق أو شرشف مبلل بالماء البارد، أو رشه باستمرار بالماء البارد، ويمكن وضع المصاب في مغطس يحتوي على الماء البارد (مع تجنب استخدام الثلج خوفا من حدوث تقلصات في الأوعية الدموية) مع إمكانية استخدام مروحة هوائية لتهوية المصاب.
ويطالب الدكتور اشرف صبحي بملاحظة العلامات الحيوية ( التنفس ، النبض ، الحرارة ) مع إعطاء المحاليل الوريدية إذا أمكن ذلك وإعطاء الأكسجين عند اللزوم ، وفي حالة توقف التنفس يجرى له التنفس الاصطناعي على الفور ، مع ملاحظة العلامات الحيوية كل خمس دقائق
أما في حالة حدوث التشنجات ، يُعطى عقارا مهدئا مثل الديازيبام Diazpam 0.3 ملجم / كجم بالإضافة إلى عدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة مرة أخرى ، مع نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي لاستكمال العلاج.