08-18-2008, 10:55 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الوقفة الأولى ( الشرف ومعانيه )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
أما بعد:
معاني الشرف
اختلفت نظرات الناس وتوجهاتهم حول ما يثيرونه من معاني الشرف،
ففئة من الناس ترى الشرف تشييد القصور، والتعالي في البنيان، ووفرة الخدم والحشم.
وفئة أخرى تتوهم أن الشرف يكمن في وفرة الفاخر من الثياب والحلي وأشباهها.
وفئة أخرى، تتخيل الشرف، في الألقاب الرفيعة، أو في رتب الوظيفة وعلو أسمائها.
وفئام من الناس، يرون الشرف، في أن يسلب الرجل مال أخيه، ونهب ثروات أقاربه وذويه،
أو بني ملته وأهل دينه ليشيد بما يصيب من السحت بيتا، ويرفع بناء،
ويظن بذلك أنه نال مجدا أبديا، وفخارا سَرْمَدِيا، وراق لهؤلاء أن يعنونوا لحالهم بعنوان الشرف.
وآخر من الناس، يسهر ليله، ويقطع نهاره بالفكر، في وسيلة ينال بها لقبا من الألقاب
أو يحصل بها على وسام،
أو يستفيد وشاحا،
وسواء عنده الوسائل يطلبها، أيا كان نوعها، وإن أفضت إلى خراب بيته،
أو تذليل نفسه وأهله، أو تمزيق دينه، انطلاقا من قاعدة، قعدها شياطين من البشر،
في جثمان إنس، يقولون: [الغاية تبرر الوسيلة]
فكل ما ترى أنه غاية لك ـ أيها الإنسان ـ،
فإن الوسائل المؤدية إلى تلك الغاية لك أن تسلك منها ما تشاء
ولو كان على حساب الآخرين، أو بالغدر والفتك والحسد.
ويا للأسف الشديد!
ويا للأسف الشديد!
ويا للأسف الشديد!
إنك تجد بعضا ممن ينتسبون إلى الدعوة والتعليم يقعون في هذه الأوحال
تعصبا لحزب،
أو طمعا في منصب،
أو كرها لمستقيم صادق.
فهؤلاء يعيشون ويحيون على هذه القاعدة،
ويتمرغون بأخلاقهم فيها،
ينقلب على المجتمع من صنع تلك القاعدة ناس دودا كطبع الدود،
لا يقع في شيء إلا أفسده أو قذره،
أو سوسا كطبع السوس، لا ينال شيئا إلا نخره أو عابه،
فهم يوقعون الخلل في أنفسهم وفي نظام مجتمعهم.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم،
بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه))
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
فهذا مثل عظيم جدا،
ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا،
وأن فساد الدين بذلك ليس أقل من فساد الغنم بذئبين جائعين ضاريين
باتا في الغنم قد غاب عنها رعاؤها ليلا،
فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها،
ومن المعلوم بداهة، أنه لا ينجو من الغنم ـ والحالة هذه ـ إلا قليل.
هذا ولا يزال للحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله
عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|