08-18-2008, 09:34 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الوقفة الثانية ( الشرف ومعانيه )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
أما بعد:
معاني الشرف
الحرص على الشرف صفة ملازمة لكثير من الناس على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم،
كل ينافس أهل طبقته في أسباب الكرامة بينهم، ويأنف من احتقارهم له،
فيحرص أشد الحرص على ما يحله من قلوبهم محل الاعتبار،
حتى إذا بلغ الغاية مما به الرفعة عندهم تخطى حدود تلك الطبقة، ودخل في طبقة أخرى،
ونافس أهلها في المال والجاه، ويظل يتبع سيره ما دام حيا،
حتى لا يستطيع أن يقنع نفسه أنه بلغ من الكمال الزائف حداً ليست بعده غاية.
سبحان الله!
سبحان الله!
سبحان الله!
ماذا أخذت محبة الشرف من قلب الإنسان؟
وماذا ملكت من أهوائه ورغباته؟
يعد الشرف ثمرة حياته، وغاية وجوده،
حتى إنه يحقر الحياة عند فقده والعجز عن دركه،
يتجشم المصاعب للوصول إليه،
ويبلغ من محبة الشرف حدا لا يراه غذاء لروحه فقط، بل يعده من مادة النماء لبدنه،
فهو يفرق خوفا إذا عرض وهم لفواته، خشية من هلاكه وذهاب حياته،
كل هذا يحتمله، طلبا لشرف يكسبه لذاته، أو ابتغاء مجد يحصله لشهوة نفسه.
ماذا يشعر به المفاخر بنفسه وجاهه، أو علمه وماله، إذا تجرد وخلى بنفسه؟
إن لم يكن لذاته حلية من الفضيلة، وزينة من السمو. ألا يكون هو وعراة الفقراء سواء؟
أولا يجد من سره عند المفاخرة أنه يجول مع الغانيات وربات الخدور في ميدان واحد؟
ماذا يتصور الزاهي برتبته، المعجب بوسامه، إن لم يكن قبل أوسمته،
أو الصعود لرتبته على حال تجل، أو علو يبجل،
أليس يشعر، أنه لو سلب الوسام، أو نزع منه الوشاح، يعود إلى منزلته من الاحتقار؟
فإن نال الكرامة عند بعض السذج، واللقب معلق عليه،
أليس ذلك تعظيما للقب لا للملقب به؟
ألا تكون هذه الكرامة عارضا سريع الزوال، بل رسما ظاهرا، لا يمس بواطن القلوب؟
( فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلأرْضِ)
سورة الرعد آية رقم 17
نعم رعاكم الله لهذه الألقاب الرفيعة شأن،
يرتفع به نظر الناس، إذا سبق بعمل يعترف عموم الناس بشرفه،
وكان اللقب دليلا عليه أو مشيرا إليه،
كما يكون لمثلها حال يسقط به الاعتبار، إذا تقدمها فعلةٌ يمقتها العقلاء من بني الإسلام.
هذا ولا يزال للحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله
عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|