08-19-2008, 10:11 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الوقفة الثالثة ( الشرف ومعانيه )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
أما بعد:
معاني الشرف
ذكر بعض أهل العلم أن طلب الشرف تشتد خطورته
إذا حرص عليه من طريقين:
الطريقة الأولى:
طلب الشرف بالولاية والرياسة والمال، وهذا خطر جدا،
وهو في الغالب، يمنع خير الآخرة، وشرفها وكرامتها، قال تعالى:
( تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً
وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
سورة القصص آية رقم 83
وقلّ من يحرص على ولايات الدنيا بطلبها فيوفق،
بل يوكل إلى نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه :
((يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة،
فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها،
وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها))
رواه البخاري ومسلم
قال بعض السلف: ما حرص أحد على ولاية فعدل فيها.
والولاية هي كل ما يتوكل به على أمر من أمور المسلمين الخاصة والعامة.
وثبت أن رجلين قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أمِّرنا، قال:
((إنا لا نولي أمرنا هذا من سأله ولا من حرص عليه))
رواه البخاري
وحب الشرف بالولاية إذا قصد به الحرص على نفوذ الأمر والنهي، وتدبير أمور الناس،
وعلوا المنزلة عليهم، والتعاظم على الخلق،
وإظهار حاجة الناس وافتقارهم إليه وذلهم له في طلب حوائجهم منه،
فهذا نفسه مزاحمة لربوبية الله وإلاهيته، وهو لا يصلح إلا لله وحده لا شريك له.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري،
فمن نازعني فيهما عذبته))
رواه أحمد وأبو داود
فمن هنا كان خلفاء الرسل وأتباعهم، من أمراء العدل وأتباعهم وقضاتهم،
لا يدعون إلى تعظيم نفوسهم البتة، بل إلى تعظيم الله وحده، وإفراده بالعبودية والربوبية.
الطريقة الثانية:
طلب الشرف والعلو على الناس، بالأمور الدينية،
كالعلم والعمل والدعوة والإرشاد والتوجيه،
فهذا أفحش من الأول، وأقبح وأشد فسادا وخطرا؛
فإن العلم والعمل والدعوة، إنما يطلب به ما عند الله،
فإذا طلب به المال فقد طلبه بالأسباب المحرمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله،
لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا في الدنيا،
لم يجد رائحة الجنة يوم القيامة))
رواه أحمد وغيره
وسبب هذا هو أن العلم يدل على الجنة،
ولهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه،
حيث كان معه آلة يتوصل بها إلى أعلى الدرجات،
وأرفع المقامات، فلم يستعملها إلا في أخس الأمور وأحقرها.
كتب وهب بن منبه إلى مكحول:
(أما بعد، فإنك أصبت بظاهر علمك عند الناس شرفا ومنزلة،
فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى،
واعلم أن إحدى المنزلتين تنازع الأخرى).
وبكل حال ـ رعاكم الله ـ
فإن طلب شرف الآخرة يحصل معه شرف الدنيا وإن لم يرده صاحبه ولم يطلبه،
وطلب شرف الدنيا لا يجامع شرف الآخرة ولا يجتمع معه،
والسعيد من آثر الباقي على الفاني، قال تعالى:
( إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً )
سورة مريم آية رقم 96 أي في قلوب عباده.
وفي الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((إن الله إذا أحب عبدا، نادى:
يا جبريل أحب فلانا فيحبه جبريل،
ثم يحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض))
رواه البخاري ومسلم
( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *
تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ
وَمَسَـٰكِنَ طَيّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ *
وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ )
سورة الصف آية رقم 10-13
هذا ولا يزال للحديث بقية
فعسى الله أن ينفع به
وما توفيقي إلا بالله
عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|