08-19-2008, 09:47 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الوقفة الرابعه والأخيرة ( الشرف ومعانيه )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
أما بعد:
معاني الشرف
اعلموا أن الشرف الحقيقي، ليس هو الأمنية والتشهي اللذين تطلبهما النفس تارة بعد أخرى،
ويعبر عنها الإنسان بليت لي كذا وكذا من المال والفضل،
لا وكلا.
إنما الشرف دين يتبعه عمل،
ويصحبه حمل النفس على المكاره، وجبلها على المشاق والمتاعب،
وتوطينها لملاقاة البلاء بالصبر، والشدائد بالجلد .
من هو الشريف؟؟؟؟؟
الشريف هو كل مؤمن بالله، صادق الإيمان،
صحيح العقيدة، وفى لربه وأدى ما عليه وأبى الدنية في دينه،
ولم يرضخ لوساوس الشيطان وألاعيبه،
فدينه الإسلام
ومصدر الحكم عنده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح،
فلا يرضى لدينه أن يدنس، ولا لماله أن يستباح، ولا لأهله أن تنتهك حرماتهم،
وحمى شعائر الله ومقدساته
( ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ )
سورة الحج آية رقم 32
الشرف بهذا المفهوم بهاء للشخص، يحوم عليه بالأنظار، ويوجه إليه الخواطر والأفكار،
ومشرق ذلك البهاء عمل يأتيه طالبه، يكون له أثر حسن في أمته أو بني ملته،
كإنقاذ من تهلكة، أو كشف لجهالة، أو تنبيه لحق سلف، أو إيقاظ من غفلة،
أو جمع كلمة، أو تجديد رابطة، أو إعادة قوة وانتشال من ضعف،
أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر.
من أتى عملا من هذه الأعمال وهو مؤمن بالله إيمانا صادقا، فهو الشرف الحق،
وإن سكن غياهب الجبال،
ولبس الرث من الثياب،
وبات على تراب الفقر،
هذا له حلية من عمله، وزينة من فضله، وبهاء من جده،
يهدي إليه ضالة الألباب، وتائهة الأفئدة،
تعرفه المشاعر الحساسة ولا تنكره،
وله معزة مشرقة، في جباه الصالحين من المسلمين
( وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَـٰفِسُونَ )
سورة المطففين آية رقم 26
علاج الشرف الزائف
وأما الشرف الزائف فيمكن علاجه بدوام النظر في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
فإن فيها تحذيرا شديدا من سؤال الولاية أو تعلق القلب بها،
وبدوام التعويد على الطاعة وهضم النفس، فإن ذلك له أثره الظاهر
في كبت جماح النفس وتطلعاتها المشبوهة، وخلع تلك الأمراض من القلب
والرضى بالحال التي يوضع فيها المسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تعس عبد الدينار
تعس عبد الدرهم،
تعس عبد الخميصة،
إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط،
تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش،
طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه،
إن كان في الحراسة كان في الحرسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة،
إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع))
رواه البخاري
كما ينبغي للعبد أن يتذكر منزلة الدنيا والآخرة على نحو ما جاء
في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
( قُلْ مَتَـٰعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ وَٱلاْخِرَةُ خَيْرٌ لّمَنِ ٱتَّقَىٰ )
سورة النساء آية رقم 77
( فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ )
سورة التوبة آية رقم 38
( يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا مَتَـٰعٌ وَإِنَّ ٱلاْخِرَةَ هِىَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ )
سورة غافر آية رقم 39
وغير ذلك من الآيات الكريمات.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
اللهم وفقنا جميعاً للعلم النافع ، والعمل الصالح
وبهذا نصل وإياكم إلى ختام موضوع
[ الشرف ومعانيه ]
فعسى الله أن ينفع به
وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت
وعليه فليتوكل المتوكلون
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|