أوصى رسولنا الكريم بوصايا جليلة في حديثه العظيم الذي قال فيه: »حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه« رواه مسلم، فقد بين صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ان للمسلم حقوق على اخيه المسلم اولها سلام المسلم على المسلم عند ملاقاته فالبدء بالسلام سنة مستحبة، واما رد السلام فهو فرض كفاية، فيكفي الرد من بعضهم، فإذا رد السلام البعض سقط الإثم عن الجميع، وإن لم يرد احد منهم أثم الجميع، واما سلام الرجل على المرأة الاجنبية الشابة التي يخشى الافتتان بها فيكره السلام عليها خوفا من الفتنة.
ومن حقوق المسلم اجابة دعوته وحكمها الوجوب ان كانت الدعوة الى وليمة عرس الا في حال العلم بوجود المنكرات او الاضرار ولا تحب ان كانت الدعوة عامة لم تخص المدعو، واما سائر الدعوات فهي مستحبة، ويستحب للمدعو ان يستأذن قبل الدخول الى بيت الداعي ويراعي آداب الاكل كالتمهل في الاكل وعدم ذمه والا يطيل الجلوس بعد الطعام والدعاء لصاحب الدعوة بعد الفراغ.
والنصيحة من حق أخيك المسلم الا انها لا تجب الا اذا طُلبت، واما البدء بالنصيحة دون طلب فهي مستحبة لما يترتب عليها من خير، ولابد في النصيحة من فن ومهارة حتى يتقبلها السامع ولا تصبح نتيجتها عكسية، واشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الى تشميت العاطس الذي حمد الله فتدعو له بالخير بقولك: يرحمك الله، وحكم التشميت الوجوب ويستحب لك ان تُذكر من عطس فلم يحمد الله بالحمد ثم تشمته، لانها نعمة عظيمة تخرج بها الابخرة المحتقنة في دماغ العاطس التي لو بقيت فيه لاحدثت اضرارا وامراضا عسرة، واذا زاد فعطس الرابعة فلا يجب تشميته.
ومن حق المسلم على المسلم عيادته اذا مرض فعيادة المريض مستحبة، وفي فضل زيارة المريض يقول النبي صلى الله عليه وسلم: »ان الله تعالى يقوم يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال: اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده« رواه مسلم، وقد اضاف الله تعالى المرض اليه سبحانه، تشريفا لذلك العبد المريض وتقريبا له، واشارة الى كرامة هذه الزيارة وثوابتها، ومن آداب زيارة المريض الا يطيل الزائر الجلوس حتى لا يضجر المريض او يشق على اهله الا اذا اقتضت الضرورة فلا بأس، وان يدعو له بالشفاء والعافية، ثم ختم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوق بتشييع جنازة المسلم، فاتباع الجنازة سنة للرجال، و يستحب الاسراع بها فوق المشي المعتاد ودون العدو السريع وبعد اتباع الجنازة يصلي عليها، ويقف التابع بعد الدفن فيستغفر للميت ويسأل الله له التثبيت، ويتفكر بالموت ويتعظ به.
والمسلم يحرص على العلم والعمل بهذه الوصايا والحقوق العظيمة التي دعانا اليها خير البشر صلى الله عليه وسلم .
اللهم صلي وسلم على اشرف الأنبياء
الله يعـَطيك ألـَـف عـَآفيـَـه على هـ الموضـــُوع
شـَـآكـَـر لك روعــة سـَطــُـورَكـ النـَيّـرهـ
في أنـَتـَظـَآر جـَديـدَكـَ
كـَل الشـَكـَر والتـَقـَديــرَ