السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا ننظر إلى القلق على انه جرس إنذار ينبهنا إلى الخطر ويدفعنا إلى الحذر واتخاذ الاحتياطات والإجراءات الحاسمة لتدارك واحتواء المخاطر والتهديدات التي نواجهها في حياتنا ؟؟.
هناك أمور لابد أن تكون من أولويات تربيتنا لأطفالنا الذين هم شباب المستقبل وأعمدته وتخليصهم وإبعادهم من هذا القلق الذي قد يضرهم وبالتالي يجني ثماره المجتمع الذي يعيشون فيه .
التربية الصحيحة يجب أن تبتعد عن جعل الأطفال يعتقدون أن الحياة سلسة وخالية من المواقف التي لا يمكن التنبؤ بها أو التحكم فيها . فلا بد من توضيح وشرح الصراع مع الحياة في جميع المراحل العمرية للطفل حتى لايتفاجأ بأمور كان اعتقاده أنها غير موجوده . وأيضا حتى نبعد القلق عن حياتهم يجب أن لا نحملهم فوق طاقتهم وطلب الكمال منهم ونقدهم بقسوة وتحميلهم مسؤوليات وأعباء تفوق إمكانياتهم ونجعلهم مشوشين لان ذلك قد يفقدهم الإحساس بالأمن والثقة بالذات ويجب علينا أن نبعدهم عن المشاكل الكبيرة التي لا يمكن السيطرة عليها حتى لا يعتقدون انه لا يوجد حل لها ويرسخ هذا الاعتقاد بأذهانهم .
علينا أن نهيئهم التهيئة التي تجعلهم يخوضون معترك الحياة دون معوقات ونبين لهم أنها تتضمن مواقف يمكننا تغييرها وأخرى لا نملك تغييرها ولكننا نستطيع تغيير نظرتنا لها ومشاعرنا تجاهها ونحل ما يمكن حله ببذل الجهد لتذليل الصعوبات وتحقيق الأهداف ومالا نستطيع حله نغيره ونعلمهم كيف يتقبلونها ويتعايشون معها ولا ننسى في كل الأحوال تذكيرهم بالجوانب الدينية والدنيوية الايجابية لهذه المواقف .
ولنعلم جميعا ان زيادة القلق عن الحدود المعقولة يؤدي إلى إنهاك الطفل واستنزافه جسمياً ونفسياً فلا يعود قادرا السيطرة على انفعالاته ولا التغلب على مشكلاته في شبابه وهذا سينعكس بالطبع تصرفاته مع أقرانه ويسبب مشكلات قد يصعب حلها وأيضا قد يؤدي إلى الانحراف عن الطريق الصحيح ونعلم جميعا ما هي النتائج الناتجة عن كل ذلك والسبب الأول والأخير هو القلق الذي عاشه هذا الشخص في طفولته وافقده اتزانه في حياته وتصرفاته .
حفظ الله أبنائنا من كل سوء ونسأله سبحانه وتعالى أن يعيننا على تربيتهم التربية الصالحة .