لاضاق صدري قمت أباري الظعوني مع الخفا وعن الحسود اتدرا

الظعن أحزن قلوب المحبين وأثار قريحة الشعراء

لاضاق صدري قمت أباري الظعوني مع الخفا وعن الحسود اتدرا



سليمــان الافنس
ظعن: ظعن يظعن ظعنا وظعنا : بالتحريك وظعونا: ذهب وسار وقرىء قوله تعالى «يوم ظعنكم »
والظعن : سير البادية لنجعة او حضور ماء او طلب مربع او تحول من ماء او من بلد الى بلد وقد يقال لكل شاخص لسفر في حج او غزو او مسير من مدينة الى اخرى ظاعن وهو ضد الخافض
ويقال : أظاعن أنت أم مقيم ؟ والظعنة : السفرة القصيرة
والظعينة: الهودج تكون فيه المرأة : وقيل الهودج كانت فيه ام لم تكن
والظعينة : المرأه في الهودج سميت به على حد تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه وقيل سميت المرأة ظعينة لانها تظعن مع زوجها وتقيم باقامته كالجليسة ولاتسمى ظعينة الا وهي في هودج وعن ابن السيكت : كل امرأة ظعينة في هودج او غيره والجمع ظعائن وظعن وظعن واظعان وظعنات الاخيرتان جمع الجمع 0وقيل كل بعير يوطأ للنساء فهو ظعينة وانما سميت النساء ظعائن لانهن يكن في الهوادج يقال : هي ظعينته وزوجته وقصيدته وعرسه وقال الليث: الظعينة الجمل الذي يركب وتسمى المرأة ظعينة لانها تركبه وقال ابو زيد : لايقال حمول ولاظعن الا للابل التي عليها الهوادج كان فيه النساء او لم يكن وسمعت من الالفاظ عند بادية الشمال في الرحيل : انت ظاعن ولامقيم وقولهم - يامقيم اليوم ياراحلا باكر: يضرب في ان الحياة لاتدوم والبقاء لله عزوجل، ومن المصطلحات في رحيلهم : فلان شال الظعن والقراف أي هوادج النساء تعني الظعنوالقراف :هي الاوعية من الجلود التي تستعمل زينة في الاحمال على الظعائن ويوضع بها مستلزماتهم وماتحتاجه النساء والظعينة : المرأة في الهودج واذا لم تكن فيه فليست بظعينة قال عمرو بن كلثوم :
قفي قبل التفرق ياظعينا
نخبرك اليقين وتخبرينا
قال ابن الانباري الاصل في الظعينة المرأة تكون في هودجها ثم كثر ذلك حتى سمو زوجة الرجل ظعينة قال غيره : اكثر مايقال الظعينة للمرأة الراكبة وأنظر قوله :
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
لمية أمثال النخيل المخارف؟
قال شبه الجمال عليها هوادج النساء بالنخيل ، وفي الحديث : انه اعطى حليمة السعدية بعيرا موقعا للظعينة، أي للهوادج عليه ، والظعان والظعون: الحبل يشد به الهودج قال الشاعر:
له عنق تلوى بما وصلت به
ودفان يستاقان كل ظعان
وانشد ابن بري للنابغة :
أثرت الغي ثم نزعت عنه
كما حاد الازب عن الظعان
ومن قصيد الدجيما الشهيرة التي مطلعها

ياجر قلب جر لدن الغصوني
أغصون سدراً جرها السيل جرا
قوله
وأكثر عذاب القلب يوم أسنحوني
بيح بصبري لو بغيت أتدرا
لاضاق صدري قمت أباري الظعوني
مع الخفا وعن الحسود اتدرا
وقول ابن لعبون
ياغابط راعي الهوى لك بلذات
.ينبيك عن مضمون غبنه سكاته
يامجزعة دمع جرى بالمخدات.
ان كان عندك غير قلبك فهاته
اطلب سوى هذا الطلب والذي فات
غنى بها حادي الظعن في حداته
وفي المثل : على كره ظعنت ظاعنه
جمال الاظعان والهوادج من جمال الابل التي اوجدها الله عز وجل الابل سفن البر قال الله تعالى { تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم } الايه 80 النحل أي تركبونها حين ظعنكم أي سفركم وحين اقامتكم .

منسوجات الظعن وزينتها وندرتها اليوم
ليس اجمل من الابل خلقة وليس اجمل من خلقة الله عز وجل والبادية يتباهون بمناظر الابل خاصة الاوضح والاشقح والاحمر ونحوهما وكل الوان الابل جميلة وخاصة عندما يزينونها بما خلقه الله من مناظر جميلة
ًسمعت من الرواة بوادي الشمال انه قديما اذا زوج ابنته فلها هدية من والدها الهوادج والظعن ودلال النجائب ( الهجن)
او اهلها وهذه يطلق عليها في عاداتهم (صادره ووارده) أي حلوبه وركوبه، والركوبة هي التي تضع هودجها عليه ومن اقوالهم في خزائز العقيد او الشيخ له كل اشهب ظهر ، والظهر : الابل التي تحمل الاثقال في السفر لحملها اياها على ظهورها وبنو فلان مظهرون اذا كان له ظهر ينقلون عليه ومنه سمي المظهور ويقال اخذوهم على ظهر : اذا غارت عليهم الغزاة والنساء في هوادجهن على ظهور الابل وهم مظعنون الى النجعة كما يقال منجبون اذا كانوا اصحاب نجائب وهي الهجن التي يركبها الهجانة مفردها هجان وكانت تطلق اخيرا على رجال حرس الحدود على الهجن في المنطقه والنجاب صاحب النجيبة الذي يجوب الفياض والقفار في الاسفار الطويلة على ظهر نجيبته
وغالبية النساء تضع هوادجها على الذكور من الابل وتسمى المجموعة التي عليها هوادج النساء المظهور ومجموعة الظاعنين الظعن وتلك الذكور من الجمال تخصى ماعدا مايترك فحول ومنها مايخصص للجلب (الجلائب) لجلبها في الاسواق لبيعها ويفضل الاوضح منها ليحمل الخدر عليه قال الشاعر : سعيد بن غيثه

فوق اوضحا والظعن مكدور
اللي زما كنه الغيمه

يقصد الاوضح جمل وهو افضل منظر لوضع زينة الهوادج عليه اما الرجال فيركبون غالبا النجائب وعليها حليتها من الدلال والزينة ولكنها توصف في طباعها وقوتها على الذكور من الجمال جمالية ونحوها كما ورد في شعر العرب قديما عادة العرب توارثوها وعرضوا ابلهن وطباعها وماتصلح له من الحمل والسير في المسافات الطويلة