المنكر في مجتمع المعروف ..
ظهر «مازن» يتبجح، وقبله «لورنس» ــ إن لم أخطىء في الاسم ــ وكان هذا بعض الحصاد الملوث الناتج عن الفضاءات المفتوحة في الأرض وفي السماء!
حالتان من قلب المجتمع المعروف بالمعروف، افتضح أمرهما علنا وظهرت سوءاتهما تطفو على السطح فأشغلت الناس، وما جئت هنا أقرر البراءة أو العقاب للنكرتين وأمثالهما، فالله وحده كفيل بهما، وعدالة السماء أقوى من عدالة الأرض وكل ما أرجوه أن يأخذ العدل مجراه، وهو نفس الشعور الذي أتمناه للفجار الفضائيين الذين لا يريدون لنا خيرا ولا للأمة جمعا، إنما همهم أن يقضوا على الحياء فينا وينشروا الفحشاء بيننا ويجعلوا منا مثلهم لا ينبض فينا عرق غيرة إذا ذبح عرضنا على الشاشات! ولا تستيقظ فينا نخوة إذا دكت الفضيلة دكا تحت أنظار المشاهدين والمشاهدات، ووئدت الطهارة تحت نجاسة الموبقات!
نحن لسنا أنتم.. بيننا وبينكم ــ ولله الحمد ــ فرق كبير!
وجئت هنا لأسأل هذا السؤال المشروع.. لمصلحة من تسعى قناة فضائية حتى تصل إلى القاع فتستخرج منه الساقطين كي تجعل منهم أبطالا؟! وتصورهم على الملأ وكأنهم نماذج المجتمع وأبطاله المكرمين؟!
أي هدف نبيل تنشده رسالة إعلامية في قناة فضائية تقدم العهر على أنه إنموذج، وتعرض المجون على أنه بطولة.. وتفسح الطريق للرذيلة كي يقال عنها فضائية جريئة!! أي احترام تستحقه قناة فضائية يصير على أكتافها الساقطون والماجنون قدوة.. ويخطون بوسام افتخار.. ويرمز لهم كعنوان للرجولة الفذة؟! أية قناة فضائية هذه التي تهدم أكثر مما تبني، وتلوث أكثر مما تنقي؟ لقد زاد عهرها أكثر من عهر ضيوف برامجها الإباحية وزادت فضائحها أكثر من فضائح زبائنها أصحاب القضايا الأخلاقية!
في حين أن صمتنا تجاهها لا يزال مستمرا وهي المجرم الحقيقي الذي ذبح العرض السعودي علنا واغتال الفضيلة بيننا وكأننا عدمنا الغيرة والنخوة والعزة والشرف.. ثم تنجو هي في حرز مكين.. ونقوم نحن بدور الضحية! إننا رغما عنهم أبناء مجتمع عفيف قد يكون فيه ألف عيب وعيب إلا طهره لا يزال بخير وعفته لا تزال تصان! فإذا أراد.. المفسدون العبث بقيمنا وأخلاقياتنا لن نتردد في أن نجعل منهم عبرة لمن يعتبر!
لا خير فينا إذا أرادوا لنا أن نكون أحط من بهائم الأنعام في سبيل رضاهم!! بل إننا.. نربأ بأنفسنا أن نشاركهم الانحطاط في عفن أكوام براميل القمامة! عندنا مسائل لا هوادة فيها والجاني عليها لا يلوم إلا نفسه! عجيب السكوت على مثل هذه الفضائيات التي تعيش على أكل لحوم السعوديين ثم يظل الباب لها مفتوحا! يريدوننا مثلهم لا نجفل لعرض يستباح ونتفرج على لحوم بناتنا ونقول مثلهم الله.. الله ما هذا الجمال! ونسمع ونرى سوءات أبنائنا وسيئاتهم ونقول الله الله أبطال أبطال!!
ألا خسئتم هذا قدركم عندي!
|