دع تركي لي هذه المرّة ..

مدخل:

(ما لا يخاض إليه إلا في الوحل لا سبيل إليه إلا من خلال الوحل) الرافعي..

أقرأ أحيانًا للأستاذ تركي السديري ليس للاستمتاع الأدبي، أو للإثراء الفكري، وإنما لأنظر إلى أمر الله لهؤلاء الجهلة الذين استطاعوا في فترة من الزمن تسنم تحرير الصحف في هذه البلاد في وقت غفلة من أهل البلاد بعامة، وصالحيهم بخاصَّة؛ فاستطاع صاحب شهادة الابتدائية، ومحلل الجريدة للشئون الرياضية – قديمًا - أن يصل إلى هذا المنصب القيادي!! ولا أدري كيف يُناقَشُ مثله؛ فإنَّ أهل العلم الذي لا يرتضيهم هو قد قالوا قديمًا: (من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب) فكيف بمن ليس له فنٌّ؟! ومع ذلك فإنِّي – والله يعلم – لم أستطع أن أدرك تخصصه غير الدراسي أيضًا؛ فهو في كل فنٍّ يتكلم، وفي علم يضرب، ولم يستطع أيضًا أن يتخلى عن بعض العادات التي لا ترتضيها الثقافات العالمية التي دائمًا ما يدندن حولها ومن أبرزها الكذب؛ فهل ينسى عاقلٌ كذبه مرات ومرات على الهيئة والعامين فيها، وهو المسئول نظامًا عن كل ما يخط في جريدته!!
حاولت - حقيقة - أن أعرف أين تعلَّم تركي السديري؟ وفي أي ثانوية تخرج فضلا عن الجامعة؛ فعجزت!! ولم أجد بعد لأَيٍ إلا مقولة ضعيفة أنه حاصل على الابتدائية!!
أقول هذا ونحن في زمن تشقيق الاختصاصات العلمية؛ فلم يعد يكفي أن يقال – مثلاً- أن (سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري) تخرج في كلية الشريعة، وأنه تحصَّل على الماجستير والدكتوراة في تخصص أصول الفقه من الكلية ذاتها، وأنه مارس التدريس في الكلية نفسها سنوات مع استكماله لمسيرته العلمية حتى بلغ أن يكون أستاذاً مشاركًا في تخصصه الدقيق! ثم يختار عضوًا في هيئة كبار العلماء وعضواً في اللجنة الدائمة للإفتاء قبل سنوات تزيد على الست..
فعندما يتكلم مثل هذا في تخصصه أو ما يقرب منه؛ فمن الأدب أن يصمت حامل الابتدائية الذي لم يصل –أصلاً – لمرحلة البحث عن تخصص!!
ومع هذا الفارق الكبير في التحصيل العلمي؛ فإنَّ رئيس التحرير يطوي هذه الميزة التي يقف أمامها أسياده الذين يخشى من نظرتهم لبلاده التي تحتضن الحرمين الشريفين!! ويهذي بكلام وكأنه لا يدري من سعد هذا ولا من أبوه ولا من جدَّه عند حكام هذه البلاد، وخاصة كبرائهم!!
حسنًا ياتركي لقد آذنت شمسك بالمغيب فما بعد منتصف السبعين شهوة؛ ما بعدها إلا القبر، وسنبشرك من الآن أنَّ التأريخ سيذكرك أنك كنت مناضلاً ليبراليًا في دولة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الإسلامية.. فهل يفرحك هذا أيها المجاهد الليبرالي؟؟
فلك ممن يبغض منهج الإمام عبد العزيز وأبنائه كلَّ تقدير، ولك ممن يتقرب لله بحبهم بغضك..
وبما أنَّ الحديث عن علم وتعليم وعلماء فلا بأس أن تبحث عمَّن يشرح لك هذه الكلمات من أديب العربية الرافعي:
الأولى قوله: (ياليت علم الأخلاق كعلم الجغرافيا؛ إذن لكان له من وجوه المنافقين مصورات ملوَّنة)
والثانية قوله: (وشرّ المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحقِّ؛ فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحقَّ) وبالله التوفيق..
عبدالرحمن بن محمد الفارس