بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالمانيا .... هذا ما قاله لي البروفيسور ( فيلب موسدوريف )
قبل وقت ذهبت إلى المانيا للسياحة ( وحب للاستطلاع ) لم يخطر ببالي عند وصولي هناك إلا أن ازور مستشفى هناك ، فالمانيا معروف عنها الكثير بتقدمها بالمجالات الصناعية والتقنية ، وخاصة بمجال الطب ، ورغم وصولي للمطار وبوقت متأخر من الليل طلبت من قائد المركبة التاكسي ان يذهب بي إلى ( المستشفى الجامعي في هامبورغ ) وفور وصولي الى بوابة المستشفى حصل لي موقف !! ، حيث إنني كنت احمل معي بعضاً من الأكل (وجبة خفيفه ) وعند بوابة المستشفى الرئيسية تعثرت قدماي ووقعت ووقع جميع ما كنت امسك به ، فاقبل ذلك الرجل مسرعاً وقام بجمع ما وقع مني وهو ينظر إلي مبتسماً ...
وبحكم إنني اعرف الشي القليل باللغة الألمانية ، رحب بي وقال ( انت عربي ) قلت ( نعم ) قال لي ( لما أنت هنا ؟ ) فقلت له بخجل مما حصل لي من سقوط ( أريد الدخول إلى هذا المستشفى للاطلاع على تجهيزاته وطاقمه الطبي ) فقال ( لماذا ؟ ) فقلت ( لأنني بصدد افتتاح مستشفى خاص ببلدي ..!!! ) فلم تفارق محياه تلك الابتسامة حتى ان قال تعال معي لندخل المستشفى ، فدخلنا هناك وأول ما لحظته عند دخولي كانت تلك الروائح الزكية ، حتى أنها استمرت الى داخل ممرات المستشفى ، وتوقفنا لدى قسم لم اعرف ما هو ، فسألته عن هذا القسم ، فقال هذا ( جناح خاص لجراحة القلب ) ، فلم أشاهد بعمري أفضل من ذلك التنظيم والرعاية التي يتلقاها المنومين هناك ، وقلت بنفسي ( ليتك تأتي وتشاهد مستشفياتنا بحائل!! ) ، ثم توجهنا إلى قسم العناية المركزة فكانت تلك هي العناية المركزة الحقيقية ، ولم أشاهد مثيلاً لها بمكان غير هذا المكان ، فكل التجهيزات الطبية قد وضعت في أوهبت الاستعداد ، هذا غير الخصوصية التي خصصت للمرضى حيث يعتبرونها من حق المريض مهما كان نسبه او طوله وعرضه !.
وبعد ذلك أحسست بالتعب والإرهاق بعد رحلة السفر والرحلة داخل المستشفى القصيرة ، فطلبت منه موقعاً ارتاح فيه بعضاً من الوقت وذلك قبل خروجي من المستشفى ، فأخذني لمكتب صغير وقال لي بإمكانك ان ترتاح هنا ..!!!
فسألته قبل خروجه من ذلك المكتب ... قلت له ( من أنت ) فقال ( أنا البروفيسور فيلب موسدورف مدير المستشفى الجامعي ! ) واستهل بالكلام عن المستشفى حتى ان قال ( إننا نقدم أفضل الخدمات الطبية تحت إشراف أفضل الأطباء عالمياً وبتجهيزات حديثة جداً جميعها Made in Germany)
فقلت له ( المدن التي لا يوجد فيها مستشفيات جامعية بالمانيا ما حالها بالطب والتشخيصات الطبية ؟)
فقال ( هذه المستشفيات تكون تحت رعاية واهتمام مستمر من المستشفيات الجامعية وتؤمن جل الاحتياجات لها )
فقلت له عن حال مستشفياتنا بحائل ... فقال ( في اي عصر انتم عائشون ؟؟)
اذكر ان احد وزراء الصحة لدينا سأله صحفي ...
قال له / معالي الوزير لنفترض ان حدث لك او لأفراد أسرتك مرض ما فأين تتوجه ؟
إجابة / إلى مستشفيات أوروبا بدون تردد ....!!!
من الصعب علينا المطالبة بأفضل الرعاية الصحية لمرضانا بحائل لعدم وجود تجهيزات طبية ولا وجود لطاقم طبي مدرب على أعلى المستويات ، بل كل الذي نجده هو دواء ( الفيفادول ) المسكنات دون البحث والتشخيص الدقيق الصحيح ، وإذا تفاقم الوضع الصحي للمريض يطلب تحويله إلى مستشفيات الرياض التي لا تستجيب في اغلب الأوقات لتعذرها بعدم وجود سرير او ان الحاله لا تستدعي النقل إلى هناك ...!! حتى ان المرضى المنومين بمستشفى حائل العام والذين يحتاجون إلى تصوير بالأشعة المقطعية او الرنين المغناطيسي يتوجب نقلهم الى مستشفى الملك خالد لإجراء اللازم وإعادتهم ..!!!
انا وكثير من أخواني لا نشكك بوطنية الكثير ممن يعملون بمجال الصحة بمنطقتنا ، ونعلم أنهم يبذلون كل استطاعتهم لتحقيق أرقى الخدمات للمرضى المنومين والمرضى القادمين لقسم الطوارئ .. ولكن هم كالذي يطرد السراب ، ونحن ايضاً كذلك بصمتنا ...
ولكن هو سؤال واحد فقط
/ الصحة بمنطقة حائل ... إلى أين تتجه ؟
جولتي الأوروبية وتحديداً لألمانيا ... كانت بمنزلي .!!! ، بل إنني لم ارفع راسي من مخدتي ، ولكني تجولت وشاهدت الكثير الكثير وعلمت بان مستشفياتنا بحائل ينقصها الكثير الكثير ، نعم انه حلم وقد يتحقق ولكن هل انا حينها على قيد الحياة ( الله اعلم )
صورة / لمعالي وزير الصحة
اسأل الله عز وجل ان يشفى مرضانا ومرضى المسلمين
ولكم أخواني وأخواتي فائق تقديري واحترامي