الجيل الجديد من المصممين، يحلو له - وبجسارة فائقة - أن يسكن في هذه المساحة الغامضة، بل ويحلو له أحياناً كثيرة أن يعمل على زرعها بأفكار وإبداعات تساهم في تحويلها الى منطقة توافق بين الديزاين والفن، أكثر منها مساحة فصل. وإذا كان صحيحاً أن التصاميم والمبتكرات التي تنتجها مخيلات هؤلاء المصممين لا تزال تحتفظ بشروطها الوظيفية الصارمة - تلك التي يتطلبها الديزاين - من جهة.
من جهة ثانية، تسعى لحيازة شروط إستمرارها من خلال القيم الجمالية التي تكتنزها، وتدفع بأبعادها الشكلية واللونية الى آفاق يصعب تحديدها.
وفي هذه المبتكرات المتنوعة يلتقي الجد بالهزل، الرصانة بالدعابة، الجسارة بالتحفظ.. مبتكرات تكشف عن وجه آخر لمخيّلات خصبة، ولكنها تعكس قلقاً خفياً على الإنسان المعاصر.