البعد الخامس
لماذا يعامل السعوديون في الخارج بهذه الطريقة؟!
يقال إن أمريكا لديها خطط لكل شيء حتى للنزاع مع كندا! والعبارة السابقة تقال من باب أن الإنسان يجب أن يكون لديه خطط لجميع الاحتمالات حتى ولو كانت ضئيلة جدا !فكما هو معروف علاقة أمريكا بكندا قوية كأنهما دولة واحدة ومن شبه المستحيل وقوع نزاع بينهما ولكن مع ذلك أمريكا تضع خططها لشبه المستحيل أيضا!
إن الحملة الشرسة التي تعرضت لها المملكة ورموزها وسفارتها من بعض الإعلاميين المصريين الذين أقل ما يقال عنهم بأنهم إعلاميو الشوارع ومن بعض الغوغاء لن تؤثر على العلاقات التاريخية لعيني الأمة العربية وأكبر بلدانها والشعب والسعودي والمصري أخوان شاء من شاء وأبى من أبى ! لكن حتى لا يقال إني انفعالي في مقالي أريد توضيح شيء مهم ألا وهو أن هذه هي المرة الثالثة خلال فترة قصيرة التي يهاجمنا الإعلام وفي عدة دول ولا تقوم سفاراتنا بإدارة خطابها الإعلامي بشكل جيد ! بل ان بعضا منها لا يوجد لديه خطاب إعلامي من أصله !
وسأبدأ بحادثة حصلت قبل أسابيع فقد قام الإعلام السويدي بشن حملة قاسية على السعودية ووصفها بألفاظ لا تمت لها بصلة !من أجل شيء بسيط وهو إنشاء مصنع سلاح خفيف وفي الأخير نكتشف أن الموضوع ليس صحيحاً وتم نفيه من الجميع لكن سفارتنا لم تعلق بكلمة! أنا لا أطالب منها أن ترد على الموضوع نفسه فكثير من الدول لا تعلق على أمورها العسكرية لكن على الأقل الرد على الاتهامات الباطلة بخصوص الوضع في السعودية !بل ان الأسوأ أن نكتشف ان سفارتنا في السويد لا تملك موقعا خاصا على النت !بل اننا حاولنا أن ندخل على موقعها من خلال موقع الخارجية السعودية فلم أجد إلا العنوان والهاتف! أيعقل أن سفارة لدولة بحجم السعودية ليس لها موقع !بينما أصغر مدرسة في السعودية تملك موقعاً خاصاً بالنت ! إن سكوت سفارتنا أدى إلى تطاول الإعلام الذي ظن أن الموضوع حقيقي واستمر يلوك المعلومات المختلقة ! بل ان بعضهم يعتقد أن السعودية لديها مجاعة ويحتاجون أغذية!!
ومع أن الدفاع عن بلد كالسعودية سهل فلدينا ما يلجم أي شخص وعندما كنت أناقش بعض الغربيين ذكرت لهم فقط بعض الحقائق عن السعودية وقلت لهم لا تصدقوني ولكن ابحثوا في غوغل عما قلته لكم وارجعوا لنتناقش مرة أخرى! وكثير منهم تفاجأ وغيّر كثيراً من آرائه بالنسبة للسعودية ! نحن الدولة الأولى في العالم في المساعدات الخارجية للدول ونحن الدول الأولى في دعم منظمة الأغذية الفاو ونحن الداعم الأساسي لمكافحة الجوع في العالم ونحن أكثر دولة ترسل طلابها بعثات للعالم بالنسبة لعدد السكان! والتعليم لدينا مجاني بل يعطى الطلاب مكافآت والنظام الصحي مجاني ولا يوجد ضرائب دخل وغيرها كثير!والذي عاش في الخارج يعرف ان هذه معجزات بل أحلام للإنسان الغربي!
حصلت نفس القصة لسفارتنا في ألمانيا وأيضا التزمت الصمت السلبي !فتطاول الجميع ولم يخرج من يدافع ويبين الحقائق عن العيش في السعودية !
والآن في مصر بسب غياب النظام ووجود أقلام مأجورة وحزبية تم استغلال الحادثة بشكل سيئ وتم تأجيج الأمور بواسطة كتّاب إيران العرب وحلفائها ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ! لكن السؤال أين قنواتنا الإعلامية في السفارة واتصالاتها مع الإعلاميين هل وجدت خطة إعلامية لتوضيح الحقائق وتهدئة الأمور !خصوصا أن الهجمات الإعلامية ليست جديدة علينا! كل ما رأيناه محاولات فردية من السفير قام بها مشكوراً لكنّ يداً واحدة لا تصفّق ! الوضع في مصر حالياً فوضى فيجب أن تكون لنا خطتنا الإعلامية وقنواتنا الخاصة لإيصال وجهة نظرنا ! بل للأسف بعض الإعلاميين الذين كانت تفتح لهم أبواب الإعلام السعودي انقلبوا علينا وهاجمونا وركبوا الموجة !
للأسف الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية أداؤها ضعيف جدا ولا تملك أي خطط متكاملة وخطابها لا يواكب العصر ولا يتناسب مع العقليات في الخارج بل كأنه موجه للداخل ! نحن نعرف حكومتنا جيدا فلسنا بحاجة كما الخارج ! لذلك وجب عليها التركيز خارجياً ومواكبة العصر ويجب أن تكون لها منهجية محترفة خارجياً وصلات وأذرع في كل مكان بدل أن يأخذ الناس الأخبار من تويتر وغيره !
**مما قيل هذا الأسبوع :
كاتب سعودي موقفه سيئ من الأزمة ! يقول فليصمت الجميع وسحابة صيف ويترجى الآخر إرضاء لتياره !
ألم يعرف انه في فن السياسة يجب وجود حمائم وصقور ! لو أصبحنا كلنا حمائم لأُكلنا ! فالرد القوي في هذه الأزمة سيقلل سحائب الصيف مستقبلاً التي تكلم عنها أخونا الكاتب !
د. صفوق الشمري
العرض المتطور
