هوعمل قد أفعله أنا
أو أنت أو أي آخر غيرنا
نقصد منه خيراً
أو ربما غير ذلك
تختلف مقاصدنا
وتتوحد نتائجه
فأنتِ يا سيدتي :
توغرين صدر أختك على زوجها
لأنك تشعرين بظلمه لها
من كثر شكواها منه
تنصحين
ولم تسمعي الطرف الآخر
هدفك أمام الله ونفسك نصحها
وأنت يا سيدي :
تعيد على مسامعها
عيوب زوجها
مرة ومرات
فيكبر العيب في نفسها
حتى تراه لا يقبل الإصلاح
فتنبري مطالبة بالفكاك منه
لم لا ؟
وأنت في ذلك معينها ؟
كل هذا قد يقع من أي أحد
بقصد رفع المظلمة عنها
أو حتى عنه
أو للحصول عليها
والزواج بها
وقد يحدث من أم محبة
ترى أن حياة إبنتها
مع هذا الرجل قد شارفت النهاية
أو والد يتصور أن إبنته
لا تعيش مع هذا الرجل في سعادة
أو صديق ..
وقد تكون صديقة
تعيب تصرفات الزوج
أو تغرس بذرة التعالي عليه فيها
حتى أن بعض النساء
يعبن في شكله
أو مظهره
أو مستواه الثقافي أو حتى المادي
كل هذا يا سادة يا كرام :
تخبيب
الذي له صور متعددة
أشر أنواعها :
إفساد المرأة على زوجها بغية التفريق بينهما
فالسعي إلى التفريق بين الزوجين من أعظم المحرمات
بل هو فعل هاروت وماروت
كما جاء في الآية الكريمة :
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ
وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا
مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )
( الآية 102 من سورة البقرة )
كما أنه فعل الشيطان المُقرب من إبليس
فقد روي عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ
ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً
أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا
يَقُولُ َما صَنَعْتَ شَيْئا
قَالَ – ويجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ
حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ
قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ).
حكم التخبيب
التخبيب حرام شرعاً
وذلك استناداً إلى ما ورد على النبي صلوات الله وسلامه عليه
فيما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
( ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبداً على سيده )
وما روي عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
( إِنَّ الْمُؤْمِنَ غِرٌّ كَرِيمٌ وَإِنَّ الْفَاجِرَ خَبٌّ لَئِيمٌ ).
حكم زواج المخبب بمن خببها وآراء الفقهاء في المسألة .
إنفرد المالكية بذكرهم الحكم في هذه المسألة
وصورتها :
أن يفسد رجل زوجة رجل آخر
بحيث يؤدي ذلك الإفساد إلى طلاقها منه
ثم يتزوجها ذلك المفسد
فقد ذكروا أن النكاح
يفسخ قبل الدخول وبعده بلا خلاف عندهم
وإنما الخلاف عندهم
في تأبيد تحريمها على ذلك المفسد أو عدم تأبيده
فذكروا فيه قولين :
أحدهما وهو المشهور :
أنه لا يتأبد ، فإذا عادت لزوجها الأول وطلقها
أو مات عنها جاز لذلك المفسد نكاحها
الثاني : أن التحريم يتأبد
وقد ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أنه :
يحرم إفساد المرأة على زوجها
فمن أفسد زوجة امرئ أي :
أغراها بطلب الطلاق أو التسبب فيه
فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الكبائر
وقد صرح الفقهاء بالتضييق عليه وزجره
حتى قال المالكية
بتأبيد تحريم المرأة المخببة
على من أفسدها على زوجها معاملة له بنقيض قصده
ولئلا يتخذ الناس ذلك ذريعة إلى إفساد الزوجات
والتخبيب بين الزوجين له صور كثيرة منها :
(1) المشى بين الزوجين بالنميمة وكلام السوء في سائر الأحوال
(2) تخبيب المرأة على زوجها وإيغار صدرها بذكر مساويه
أوتحريضها على الخلع والطلاق أو المطالبة بما لايحق لها
أو نشوزها والخرو ج عن طاعته
(3) إفساد الرجل على زوجته: بذكر مساويها وسوء أخلاقها
أو ذم اهلها وتحريضه على فراقها
(4) أمر الوالد ولده بطلاق زوجته من غير داع شرعى
والواجب على الولد عدم طاعته فى ذلك
لأنه من المعصية وفيه ظلم للزوجه
وسأل رجلٌ الأمام أحمد:
ان أبى يأمرنى أن أطلق امرأتى ؟
قال: لاتطلقها !
قال : أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق أمراته؟
قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضى الله عنه.
وقال شيخ الإسلام فيمن تأمره أمه بطلاق إمرأته ؟
قال: لايحل له ان طلقها
بل عليه أن يبرها!
وليس تطليق إمرأته من برّها.
(5) إشتراط الزوجة طلاق ضرتها
سواء من ذلك عند إبرام العقد أم بعد زواجها
فيحرم على كلتى الزوجتين طلب فراق الأخرى
لأنه من الظلم
وسوء ظن بالله
وضعف فى القضاء والقدر
وقد نهى عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لاتسأل المرأة طلاق أختها لتـكفأ مافى انآئها"
رواه الشيخان.
(6) تخبيب رجلُ أجنبى إمرأة متزوجة
وأقناعها بطلب الطلاق من زوجها الأول!!
فاذا حصل الطلاق تزوجها
فيحُرم ذلك
ولو كان الزوج الأول ظالماً لها
وذهب المالكية إلى فساد عقدة معاملة له بنقيض قصده.
(7) تدخل أجنبى بين الزوجين وقت النزاع بينهما
والسعى فى حصول الطلاق
سواء كان من قبل أهل الزوج أو الزوجة أوغيرهما
والواجب على من بلغه شيئ من نزاع الز وجين
ألا يتكلم فيمابينهم الا بتحقق أمرين :
الأول: أن يؤذن له ويرضى به حكماً
الثاني: أن يسمع من كلا الطرفين
حتى تتضح الصورة عنده
وينكشف الحال وتم العدل والأنصاف
أخي الكريم وأخيتي :
وقد عرفت أن التخبيب كبيرة من الكبائر
وأنك ربما بكلمة منك تفرق زوجاً عن زوجته
أو تكرًه زوجة لزوجها
فتبادر بتقديمها
لكل من إشتكى
أو تذمر
ظناً منك بأنك قد تكون منصفاً
فتتشتت عوائل ويتفرق أزواج
حسبك من ذنبك هذا !!
إن لم تنطق بخير فإصمت
فالصمت في كثير من الأحيان
منجاة لك
وخير له ولها
م / ن