أرملة في ثوب الزفاف!!
لعلي هذه المقالة أصعب عليّ من أية مقالة أخرى .. وذلك لأسباب عدة .. من أبرزها – إضافة إلى السبب الذي لا يخفى على أحد – أن ما سأتحدث عنه بُني على عدة قصص وصلتني .. من هنا وهناك،وبالتالي فإننا لا نتحدث عن (ظاهرة) أو شبه ظاهرة .. ومع ذلك تظل القضية في حاجة إلى طرح يسلط بعض الضوء عليها.
سيكون حديثي عبر محورين ..
المحور الأول : أفضل مدخل للحديث عن الموضوع أن أذكر بأن من فضل الله – سبحانه وتعالى – علينا أن المصائب ليست متساوية وهذه النقطة في حد ذاتها مدعاة للتأمل وإسداء الحمد للمنعم جلّ وعلا.
له الحمد سبحانه على المصيبة الأخف لأنها كذلك .. وله الحمد على المصيبة الكبرى لما فيها من عظيم الثواب .. لمن صبر .. ولا راد لقضاء الله – سبحانه وتعالى – في حالتي الصبر وعدمه.
لا يجهل أحد أن من دلائل آخر الزمان كثرة الموت .. وقد اخترع الإنسان السيارة فكانت من أسباب كثرة الموت - خصوصا مع التهور وعدم المبالاة التي يتعامل به السائقون في بلدان دون أخرى – إضافة إلى الأمراض التي لم تكن معروفة،وسهولة انتقالها مع توفر وسائل النقل السريعة.
يبدو أنني أطلت أكثر مما ينبغي .. وربما يعكس ذلك تهيبي للحديث عن الموضوع!
إذن لندخل إليه عبر سرد إحدى القصص .. تزوج شابان،أو عُقد قرانهما .. أي أصبحا زوجين،شرعا وقانونا،ولكن العرف يقتضي أن ينتظرا حتى يتم الزفاف .. وحين اقترب موعده،وبعد أن تم استئجار الشقة،وحمي وطيس تأثيثها .. وذات عودة من شراء بعض اللوازم،مرا على شقتهما أو عش الزوجية المستقبلي،لوضع بعض المشتريات .. فكان أن (دخل بها).
قد يبدو الأمر غير مستحق للتوقف عنده كثيرا – رغم أنه يستحق ذلك – لاقتراب موع الزفاف .. ولكن الذي حصل أن الشاب انتقل إلى رحمة الله.
هنا نعيد التذكير بمسألة تفاوت حجم المصائب .. وفات الزوج قبل الدخلة بفترة وجيزة (مصيبة) .. وكونه قد دخل بالزوجة مصيبة أكبر – خصوصا حين لا يصدق أهله تلك القصة – من الأولى ... وحين تكون الزوجة قد حملت من ذلك الدخول .. فالمصيبة أكبر وأكبر.
المحور الثاني : لا يغيب عن أحد عظم الصدمة التي تلقتها زوجة المتوفى .. وصعوبة المرحلة التي تلي ذلك..
*قد يكون الزوج قريبا فتكون نظرة أمه – تحديدا – سوطا يجدد الذكرى الأليمة.
*قد يسعى الأهل لتزويج الفتاة – إن جاء من يخطبها – لتخرج من أحزانها .. وهذا في حد ذاته مدخل آخر للحزن.
*عدم عيش الزوجين معا وممارسة الحياة التي تأتي بالخلافات الزوجية،التي هي من طبيعة الأمور ،وبالتالي تبقى النظرة (الرومانسية) لذلك الغائب .. وكأنه مبرؤ من كل عيب .. وقد قرأت أكثر من مرة،من كتب ما معناه .. لو أن قيسا وليلى تزوجا لسمع الجيران خلافاتهما ..
*الإنسان مركب من عاطفة وجسد .. وقد تتحول مشاعر الحزن إلى معين لري الظمئ العاطفي .. وجعل الحزن خيمة تختبئ تحتها كل المشاعر الطبيعية .. من الظمئ العاطفي إلى غريزة الأمومة ..
*حداثة السن – إضافة إلى الحزن - قد تحول بين الفتاة وبين التفكير المنطقي ..
أ – ماذا تنوي أن تفعل في بقية حياتها؟
ب – تكرار الخطبة .. وتكرار الرفض .. يعني عمليا إغلاق باب أن يتقدم خاطب جديد.
ج – عدم ملاحظة الفرق بين الرجل والمرأة .. الرجل قد يمتنع عن الزواج فترة،وحين يغير رأيه .. يذهب ويخطب أو يرسل من يخطب له .. أما المرأة .. فحتى لو غيرت رأيها .. فسوف تجلس في انتظار (الخاطب).
وبعد .. لا أدري إن كنت قد تمكنت من إيصال الفكرة أم أنني عجزت عن ذلك .. أم أن غيمة ما .. تغطي القدرة على التفكير .. والقدرة على التعبير؟!
ولعل القضية في حاجة إلى مزيد من إلقاء الضوء ..من قبل المختصين في علم النفس ..
أصلح الله الأحوال .. وفرج عن المسلمين أجمعين.
العرض المتطور
