السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى واخواتى فى الله الكرام اهلا وسهلا ومرحباً بكم اهلا باحبابى فى الله
هيا بنا نستكمل النص الذى يصف لنا بعضا من سيرة ام المؤمنين حفصه بنت عمر بن الخطاب وهو منقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه
فى يوم من الايام طلق الحبيب صلى الله عليه وسلم حفصه رضى الله عنها فانكسر قلبها واظلمت الدنيا كلها فى عينها وهى لا تصدق ان حبيبها وزوجها ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم قد طلقها واذا بالامين جبريل عليه السلام ينزل بأمر من الملك جل جلاله يشق السبع الطباق ليأمر الحبيب صلى الله عليه وسلم بان يراجعها ويردها مره اخرى
فقد جاء فى الحديث ان النبى صلى الله عليه وسلم طلق حفصه تطليقه ثم راجعها بأمر من جبريل عليه السلام له بذلك وقال : انها صوامه قوامه وهى زوجتك فى الجنه " ابو داود 2283
ويالها من منقبه تتوارى امامها كل المناقب خجلا وحياء فهذا هو قدر امنا حفصه رضى الله عنها عند الله عز وجل وكانت امنا حفصه مشهوره بالعلم والفقه والتقوى وهذه الصفات جعلتها تحتل محلاً كريماً لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وظلت تحتفظ بالمكانه نفسها فى عهد الخلافه الرشيده وخصوصاً فى خلافة والدها الفاروق فكثيراً ما كان يركن الى ارائها واحكامها الفقهيه فى مجال الحديث النبوى الشريف والعباده وقد كان اخوها عبد الله بن عمر يتلقى عنها ما راته فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,اضف الى ذلك ان سيدنا ابا بكر الصديق قد اختار ام المؤمنين حفصه من بين زوجات النبى صلى الله عليه وسلم لتكون حافظه القرأن الذى جمعه ولعل اختيار سيدنا ابى بكر لها لتلك الصفات التى اجتمعت فيها من التقى والعلم والصوم ناهيك انها كانت تتقن القراءه فى عهدها فقد كان قليل من الرجال يعرفون القراءه والكتابه فكيف بالنساء؟؟
لذا فقد كانت ام المؤمنين حفصه التلميذه النبويه النجيبه التى نقلت كثيراً من الاحكام النبويه الى الناس
وظلت حفصه رضى الله عنها مثالاً للزوجه الوفيه الصادقه التى لا تدخر جهداً فى اسعاد زوجها صلى الله عليه وسلم
وما زالت السعاده تخيم على هذا البيت المبارك الى ان جاء اليوم الذى اظلم فيه الكون كله لما توفى الحبيب صلى الله عليه وسلم
فاعتصر قلبها من الحزن وظلت رضى الله عنها بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
و ظلت رضى الله عنها على عهدها عابده لله عز وجل حتى كانت يشهد لها القريب والبعيد بفضلها فى الصلاه والعباده
ولما تولى الفاروق رضى الله عنه خلافة المسلمين لم تتغير حفصه رضى الله عنها بل ظلت تعيش حياة الزهد والتقشف تتقرب من الله تعالى يوماً بعد يوم بكثرة الصيام والقيام لانها تعلم يقيناً انه لا ينفعها سلطان والدها وانما ينفعها عملها الصالح الذى تقف به بين يدى الله عز وجل
وكانت حفصه رضى الله عنها تشهد امجاد ابيها ومأثره وزهده وورعه وعدله وفتوحاته الى ان جاء اليوم الذى طعنه فيه ابو لؤلؤه المجوس عليه من الله ما يستحق طعنة غدر
وها هو فاروق الامه ينام فى لحظاته الاخيره من عمره الملىء بالبذل والعطاء والتضحيه والفداء فتدخل عليه ابنته حفصه رضى الله عنها وبكت لموته ثم خرجت وهى تحتسب اباها عند الله
ولما سئل عبد الله بن عباس ما تقول فى عمر ؟؟
قال : رحمه الله على ابى حفص كان والله حليف الاسلام ومأوى الايتام ومحل الايمان ومنتهى الاحسان ونادى الضعفاء ومعقل الخلفاء كان للحق حصناً وللناس عوناً قام بحق الله صابراً محتسباً حتى اظهر الدين وفتح الديار وذكر الله عز وجل على التلال والبقاع وقوراً فى الرخاء والشده شكوراً له فى وقت فأعقب الله من يبغضه الندامه الى القيامه
الى هنا انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه
ولكن اود ان اوجه رساله الى كل ذى سلطان وجاه ومكانه والى اولادهم كذلك
يا من وهبك الله السلطان والجاه اياك ثم اياك ان تتعالى على الناس او تغتر بسلطانك ومالك
فلن يكون لك سلطان كسلطان عمر بن الخطاب ابداً
ومع هذا هذا كان عمر يحمل الدقيق على كتفه ليذهب به الى المحتاجين وكان يأخذ زوجته لتخدم الفقيره التى ستلد وليس معها من احداً يخدمها
يا اصحاب السلطان والجاه اياكم ان تظلموا وتستبدوا فى الارض
وربوا اولادكم على التواضع وحب الخير فما احلى من ان نكون لنعمة الله شاكرين ولحدود الله فاعلين ولدينه من الناصرين وللرسول صلى الله عليه وسلم من التابعين
يا اصحاب السلطان تعلموا شيئاً هاماً
ان الذى دافع عن حفصه رضى الله عنها هو الله عز وجل لما ارسل جبريل عليه السلام ليخبر رسولنا الكريم ان حفصه زوجته فى الجنه والسبب كان انها كانت صوامه قوامه فاعله للخير
هذه اسباب العزه فى الدنيا والاخره ان اردتم ان يدافع الله عنكم فكونوا
صوامين قوامين و للخيرات فاعلين
وحتى لا اطيل عليكم ساتوقف وانتظركم على الرابط التالى
http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390
دمتم و أهليكم بكل خير
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض المتطور
