تخطت مركبة الفضاء ريكونيسانس (الاستطلاع) التابعة لوكالة الفضاء الامريكية (ناسا) المرحلة الحرجة في مهمتها حيث نجحت في دخول المدار الواقع حول كوكب المريخ يوم الجمعة.
ونبأ نجاح المركبة جاء في اعقاب فترة من القلق بسبب انقطاع الاتصال بينها وبين كوكب الارض عندما مرت خلف الكوكب الاحمر.
وخلال الاشهر الستة المقبلة ستقلل المركبة مجال دورانها تدريجيا حتى تصل الى الوضع الامثل لتبدأ الابحاث العلمية.
وسوف تقوم المركبة بدراسة سطح المريخ واجوائه بتفاصيل غير مسبوقة.
وعندما وصلت المركبة الى الجانب الجنوبي من الكوكب فإنها ستقلل سرعتها لتدخل في مجال الجاذبية الارضية للمريخ.
وبعد 20 دقيقة حصلت المركبة على الطاقة عن طريق البطاريات ثم دخلت في مرحلة من الصمت حيث انقطع الاتصال مع الارض.
وبعد نصف ساعة كاملة من الصمت اعيد الاتصال مع الارض الامر الذي جعل مراقبي المهمة في مختبر الدفع النفاث في ناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا يهللون ابتهاجا بنجاح المهمة خلال تلك المرحلة.
وقال جيم غراف المدير المسؤول عن المهمة "اشعر بالراحة الشديدة. الامر كان رائعا".
وكان غراف قد وصف كوكب المريخ خلال مرحلة سابقة بانه "غير متوقع" حيث فشلت مركبتان من اصل اربعة ارسلت الى الكوكب في الدخول في مجاله الجوي.
والان تدور المركبة في مسار بيضاوي حول المريخ حيث ستستمر هذه الوضعية 35 ساعة.
وتبعد اقصى نقطة في هذا المسار عن الكوكب حوالي 44 الف كيلو متر.
ثم تنتقل المركبة الى المرحلة الثانية وهي تقليص مجال الدوران حول الكوكب تدريجيا وببطء ليكون المسار دائري.
وفي الوقت ذاته قال كولن بلينغر الذي قاد مهمة بيغل 2 البريطانية الفاشلة للوصول الى المريخ ان المركبة ريكونيسانس تستخدم مقاومة الهواء لتقليل سرعتها، وتقليص السرعة خلال الاشهر الستة القادمة يعني ان المركبة سوف تقترب من المريخ.
واضاف بلينغر انه "اذا دخلت المركبة المجال الجوي للمريخ فانها تدمر وتحرق. كما انها ايضا اذا ما اقتربت من المجال الجوي بسرعة خاطئة فانها قد تقذف بعيدا الى اعماق الفضاء".
وتحمل المركبة معدات لاجراء ستة تجارب علمية مختلفة حيث من المتوقع ان ترسل معلومات قيمة حول الكوكب الاحمر.
وسوف تدرس المركبة خلال المهمة الطقس والمعادن التي يدخل الماء في تركيبها بالاضافة الى البحث عن جليد اسفل سطح المريخ.
وتحمل المركبة كاميرات لالتقاط صور عن قرب لسطح الكوكب.
ويقول ماثيو كنغز الاستاذ بجامعة امبريال كوليدج بلندن ان "المهمات الاستكشافية السابقة للمريخ كانت مزودة بكاميرات يمكنها ان ترى الاجسام الاكبر من الحافلة ذات الطابقين، اما المهمة الحالية فيمكنها تصوير الاجسام التي يبلغ حجمها مثل مائدة الطعام".
واضاف ان "هذا الامر سوف يمكن العلماء من التعرف اكثر على سطح الكوكب، ورصد الحجارة التي يمكنها ان تدمر المركبات التي ربما ترسل في المستقبل لتحط فوق المريخ".
وتقول ناسا ان المهمة الحالية سوف تمد العلماء بمعلومات عن الكوكب الاحمر تفوق ما قدمته المهمات السابقة مجتمعة عشر مرات.
يذكر ان المركبة ريكونيسانس قد بلغت تكاليفها 450 مليون دولار.
العرض العادي
