بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
وأصلح ياربنا ماظهر منا وما بطن
اللهم ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
أما بعد:
[glow=000000]الأمراضُ والأسقام[/glow]
الأمراضُ والأسقام هي وإن كانت ذاتَ مرارةٍ وثقل واشتدادٍ وعرك
إلا أنّ الباريَ جلّ شأنه جعل لها حكمًا وفوائدَ كثيرة،
علمها من علمها وجهِلها من جهلها،
ولقد حدّث ابن القيم -رحمه الله- عن نفسه في كتابه شِفاء العليل
أنّه أحصى ما للأمراض مِن فوائدَ وحكم، فزادت على مائة فائدة،
وقال أيضًا: ( انتفاعُ القلب والرّوح بالآلام والأمراضِ أمر لا يحسّ به إلا مَن فيه حياة،
فصحّة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها )
انتهى كلامه رحمه الله.
إنّ الابتلاءَ بالأمراض والأسقام قد يكون هبةً من الله ورحمة،
ليكفّر بها الخطايا ويرفعَ بها الدرجات،
فلقد استأذنتِ الحمّى على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((من هذه؟))
قالت: أمّ ملدم وهي كنية الحمى،
فأمر بها إلى أهلِ قباء فلقوا مِنها ما يعلم الله،
فأتوه فشكَوا ذلك إليه،
فقال: ((ما شئتم؟ إن شئتم أن أدعوَ الله لكم فيكشفها عنكم،
وإن شئتم أن تكونَ لكم طهورًا))،
قالوا: يا رسول الله، أوَتفعل؟
قال: ((نعم))،
قالوا: فدَعها.
رواه أحمد والحاكم بسند جيد.
وقال : ((ما مِن مسلمٍ يصيبه أذًى من مرض فما سواه
إلاّ حطّ الله به سيّئاته كما تحطّ الشجرة ورقَها)) رواه البخاري ومسلم.
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ هذه الأمراضَ التي تصيبنا، ما لنا بها؟
قال: ((كفارات))،
قال أبي بن كعب: وإن قلَّت؟!
قال: ((وإن شوكةً فما فوقها)) رواه أحمد.
ولقد عادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضًا من وَعكٍ كان به،
فقال صلوات الله وسلامه عليه: ((أبشِر فإنّ الله عزّ وجلّ يقول:
هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن في الدنيا،
لتكونَ حظَّه من النار في الآخرة))
رواه أحمد وابن ماجه، والوعك هو الحمّى.
فمِن هنا ـ رعاكم الله ـ نعلم النتائجَ الإيجابيّة التي يثمِرها المرض،
ونعلم أنّ مذاقه كالصّبِر، ولكنّ عواقبه أحلى من الشّهد المصفى،
فعلامَ إذًا يمذُل أحدُنا من المرض يصيبه،
أو يسبّه ويشتُمه، أو يعلّل نفسَه بليت وليت،
وهل ينفع شيئًا ليت؟!
[glow=000000]
اللهمّ إنّا نسألك العفوَ والعافية
والمعافاةَ الدائمةَ في الدين والدنيا والآخرة.
ولايزال للحديث للبقية
فعسى الله أن ينفع به
[/glow]