بِسم خَالق النُّور مِن النُّور
السَلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركَاتهُ
***
طُرُقِ الْتَخَلُّصِ مِنَ الْرِّيَاءِ
الْحَمْدُ لِلْهِ وَحْدَهُ وَالْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ عَلَىَ
مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ أَمَّا بَعْدُ
عَلَىَ الْرَّاغِبِ فِيْ الْتَّخَلُّصِ مِنْ الْرِّيَاءِ أَنَّ يَسْلُكُ هَذِهِ
السُّبُلَ فِيْ عِلَاجِ نَّفْسِهِ مِنْهُ ، وَمِنْ ذَلِكَ
1.
اسْتِحْضَارِ مُرَاقِبَةِ الْلَّهُ تَعَالَىْ لِلْعَبْدِ وَهِيَ مَنْزِلَةً
" الْإِحْسَانِ " الَّتِيْ ذَكَرَهَا الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيْ حَدِيْثٍ جِبْرِيْلُ ،وَهِيَ
" أَنْ تَعْبُدَ الْلَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ "
رَوَاهُ مُسْلِمٌ ( 97 )
فَمَنْ اسْتَشْعَرَ رَقَابَةِ الَلّهَ لَهُ فِيْ أَعْمَالِهِ يُهَوِّنُ فِيْ نَظَرِهِ
كُلِّ أَحَدٍ ، وَيُوْجِبُ لَهُ ذَلِكَ الْتَّعْظِيمِ وَالْمَهَابَةِ لِلَّهِ تَعَالَىْ
2-
الاسْتِعَانَةُ بِالْلَّهِ تَعَالَىْ عَلَىَ الْتَّخَلُّصِ مِنْ الْرِّيَاءِ
قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ عَنْ الْمُؤْمِنِيْنَ
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ)
( الْفَاتِحَةِ 5 )
وَمَنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِيْ تَنْفَعُ فِيْ هَذَا الْبَابِ
الاسْتِعَانَةُ بِالْلَّهِ فِيْ دُعَائِهِ
قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"أَيُّهَا الْنَّاسُ اتَّقُوْا هَذَا الْشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَىَ مِنْ
دَبِيْبِ الْنَّمْلِ فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ الْلَّهُ أَنْ
يَقُوْلَ : وَكَيْفَ نَتَّقِيْهِ وَهُوَ أَخْفَىَ مِنْ دَبِيْبِ الْنَّمْلِ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ؟
وَمِنْ أَعْظَمِ الْأَحَادِيْثِ فِيْ عُقُوْبَةِ الْمُرَائِيْنَ فِيْ الْآَخِرَةِ
مَا أَخْبَرَنَا بِهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" أَنَّ الْلَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
يَنْزِلُ إِلَىَ الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَة
فَأَوّلَ مَنْ يَدْعُوَ بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآَنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ
فِيْ سَبِيِلِ الْلَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيْرُ الْمَالِ فَيَقُوْلُ الْلَّهُ لِلْقَارِئِ
أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنَزَلتُ عَلَىَ رَسُوْلِي
قَالَ بَلَىَ يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيْمَا عُلِّمْتَ
قَالَ كُنْتُ أَقُوْمُ بِهِ آَنَاءَ الْلَّيْلِ وَآَنَاءَ الْنَّهَارِ
فَيَقُوْلُ الْلَّهُ لَهُ كَذَبْتَ
وَتَقُوْلُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ
وَيَقُوْلُ الَلَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانا قَارِئٌ
فَقَدْ قِيَلَ ذَاكَ وَيُؤْتَىَ بِالَّذِي قُتِلَ فِيْ سَبِيِلِ الْلَّهِ
فَيَقُوْلُ الْلَّهُ لَهُ فِيْ مَاذَا قُتِلْتَ
فَيَقُوْلُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِيْ سَبِيِلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّىَ قُتِلْتُ
فَيَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَىْ لَهُ كَذَبْتَ
وَتَقُوْلُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ
وَيَقُوْلُ الْلَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ
يُقَالَ فُلَانٌ جَرِيْءٌ فَقَدْ قِيَلَ ذَاكَ
نَسْأَلُ الْلَّهَ الْإِخْلَاصُ فِيْ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَا
مَاقَدْ سَلَفَ وَيَرْزُقَنَا الثَّبَاتَ وَحُسْنَ الْخَاتِمَةِ
آَمِيْنَ وَصَلَّّ الْلَّهُ عَلَىَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ
وَآَخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ