الخيانة كالجثة النتنة
تسبق رائحتها رؤيتها
ولهذا نحن غالبا ما نشعر بالخيانة ولا نراها
(2)
هي .. إمرأة عاشقة
منحته الثقة بلا حدود
وهو.. رجل عاشق
مارس خيانتها بلا حدود
أغمضت عينيها على هديل وعوده
وفتح عينيها على خيانته
(3)
اختارت الصمت
صمتت
ليقينها أن لاشيء يبرر الخيانة
فكل الأعذار بعد الخيانة
مجرد ثرثرة لاتسمن ولا تغني من جوع
(4)
ولهذا..
ترفعت عن سؤاله
لم تواجهه بخيانته لها
اختارت الرحيل بصمت
كانت على يقين أن لاشيء يصف
حجم جرحها منه
(5)
ورحلت
لم تتوقف لتتساءل : لماذا خان؟
ولاتسمع أعذاراً واهية
ولا لتحقق رغبته بفرصة جديدة
ولا لتنصت إلى رجل خان سنواتها
وأحلامها وثقتها البيضاء به
(6)
ويوما ما..
قد يبحث عنها
عن إمرأة طاهرة أحبته بصدق
فلا يجد سوى البقايا التي تزيده ندماً
كلما تذكر أنه ضيعها.. وأضاعها
(7)
وربما بكاها يوماً
اذا ما أدرك الفرق الشاسع بينها وبين
نساء الأرض
واذا ما اكتشفت بعد فوات الأوان
أنه لن تخلص له إمرأة كما أخلصت له هذه المرأه
( 8 )
تــرى ..
لماذا عندما يخون البعض
يعتقد أن لا أحد يرى ولا أحد يدري
وينسى أن الله أول من يرى
وأول من يدري؟
(9)
ولكل نوع من أنواع الخيانة مذاق مختلف
وردُّ فعل مختلف
فعندما يخوننا إنسان بعيد.. نتعلم
وعندما يخوننا صديق.. نتألم
وعندما يخوننا حبيب.. ننتهي
(10)
الإنسان الخائن يواجه الخيانة بالغضب
والإنسان النقي يواجه الخيانة بالصمت
ربما لأن الخيانة تفجر الخائن
وتشل النقــي
(11)
هل تعلمي سيدتي الخائنة
أنكِ حين تخوني إنساناً خائناً.. فأنتِ تخونيه
وحين تخوني إنساناً مخلصاً.. تقتليه؟
(12)
وهل تعلمي أيضاً
أن للخيانة وجوهاً كثيرة
أقذرهـــــا
خيانة إنسان غافل؟
(13)
فالخيانة وحل عميق
وبحر قــذر
لايجيد السباحة فيه سوى...
المتلوثين
.....
وقبل أن يرعبنا الصباح:
إذا خانك أحدهم وتيقنتي من خيانته
فلا تضيعي وقتك في استفسارات غبية
ولا تنتظري منه الإجابة
فالخيانة في حد ذاتها إجابة
وبعد أن أرعبنا المساء:
أنظري إلى نفسك في المرآه
وتساءلي : هل أنتِ إنسانة خائنة ؟
ومن تخوني ؟ ولمــاذ ؟
فإذا كانت إجابتك بـ (( لا)).. فأشكري نفسك
وإذا كانت إجابتك بـ (( نعم)).. فطهري نفسك