الوقفة الأولى ..
لا أعرف من أين أبدأ حتى اسمها له قصة و اى قصة طيبة و محبه و إنسان سميت من اجله ولكن سارة لم تعرف بأن وجودها سيكون خطر و مؤلم دون عناية و رعاية طبية لحياة الإنسان حيث ابتلاها الله بمرض فى القلب و لم يكن فى حائل مركز متخصص لعلاجه او حتى من يشخص مرضها بدقة فقبعت فى مستشفى الولادة لأيام طويلة تنتظر مشيئة الله متسائلة لم انا هنا اين امى حتى ترضعنى و اين ابى حتى يلاطفنى و اين اخوتى و المسكينة لا تعرف بان امها فى مستشفى اخر و اصغر اخوتها بالعناية المركزة لا تعرف بان الله قدر لها بان تكون وحيدة تتألم و تعانى تتألم لبعد اسرتها و اخوتها و تعانى لقلة حيلتها و لعدم وجود متخصص يحدد علتها و تتساءل لماذا انا هنا؟؟نعم لماذا؟؟ و اسئلة كثيرة لا تنتهى و منها اين من سميت باسمها هل لو عرفت ستزورنى؟ هل لو عرفت ستتركنى؟علما بان سارة تعطيها العذر لان المسافة بعيدة بحدود 450 كيلو متر!!!؟
لا تعرف بأن اباها يعانى الأمرين طفلته التى لم يقبلها الا مرة واحدة و هى بحاجة الى مركز متخصص للقلب و ام ترقد بمستشفى لم تستطع ارضاع ابنتها الا بحب الخشوم حتى تعطى غرفة خاصة و قد تكون هنا بدأت المشكلة أو قبل لأعرف لأن سارة تقول جهاز التهوية خربان و بالمستشفى اللى فيه امى ((الله يعينها و يعين كل مريض))بمستشفى الملك خالد؟؟؟
فراحت ساره تشغل نفسها بالتهليل و التكبير و التسبيح و هى تنتظر ما سيحل بها.
فتعرفت و كونت صداقات مع بنات من سنها فى قسم عناية حديثى الولادة.
و كل ما تدخل أم تفتكرها امها مع العلم ان امهات من صديقاتها يجاملونها و يسئلون عليها و يستغربون وين امها حتى عرفوا قصة سارة من بناتهم فأصبحوا أمهات لساره بمعاملتهم لها حتى الممرضات و الاطباء و الطبيبات تعاطفوا مع ساره كثير بس ساره ودها تروح للبيت خصوصا بعد ما عرفت من اختها ان بنات مدرسة ((المتوسطة السادسة))جايبين لها هدايا كثيرة و ملابس تحمست ساره و ودها تلبس الملابس و تشوف الهدايا.
و لكن هيهات الألم واضح و بين لهذه الطفلة البريئة فهى تفيض بالمشاعر و الاحاسيس لكل من حولها و من يمد يد العون لها بعد الله.
و تستغرب لحال والدها يأتى و يذهب على عجلة من امره يقرأ عليها ما تيسر من كتاب الله و يتمتم بكلمات لا تستطيع ان تفهمها و يقول لها فرجه قريب يا ساره الله كريم يا بنتى و يذهب.
فترجع الى صديقاتها فاذا بهن يبلغونها بأن حالتها ليست الوحيدة بل ان هناك حالات كثيرة تصل الى 15 حالة شهريا فتقول ساره و بكل براءة معقول و لا يوجد مركز متخصص لهذا المرض العضال ؟؟
طيب انا وش اسوى ؟ فترد عليها طفلة اكبر من سارة السوات سوات الله يا ساره.
الوقفة الثانية ..
فينطلق الاب بعدما حمل تقرير عن حالة سارة الى سمو امير منطقة حائل المحبوب الوفى الأمير سعود بن عبدالمحسن آل سعود حفظه الله و رعاه مغرب ذلك اليوم فى قصر آجا ،فخط أسمى العبارات و أرقها و أجزلها مظهرا بذلك اهتمامه و رفعته بطفلة تطلب حقها فى العلاج الذى لم يتوفر لها بمدينتها طالبا من الأمير الكريم صاحب السمو الملكى الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله و رعاه بخطاب مؤثر بنقل سارة الى الرياض الى احد المراكز المتخصصة و خلال هذه الفترة يمن الله عز وجل على والدة سارة بالشفاء هى و طفلها و تخرج من المستشفى و يذهب الأب الى ابنته :سارة ابشرك ماما طلعت من المستشفى و عبدالعزيز بعد و لله الحمد و المنه .
سارة: تسئل و انا بابا؟؟
الأب: سارة انت كلي و ملي و حياتى.
و ابشرك ان الامير سعود تولى امرك بعد الله و ارسل للأمير سلطان و طلب نقلك للرياض.
سارة: يعنى راح أشوف بابا سلطان و أهنى بابا عبدالله بالسلامة.
و فرصة أشوف اخوانى بالرياض.
ان شاء الله يا سارة بس انت قومى لنا بالسلامة و كل شئ تبينه يصير.
سارة :انت يا ابوى ما بيدك شئ انا عارفه و بعد طلباتك كثيرة لكنى لما اشوف الملك عبدالله بالرياض((بابا عبدالله))ابى اطلب منه يفتح بحائل مركز متخصص للقلب لحديثى الولادة على شانى و على شان كل الاطفال بحائل
و تزداد نبضات قلب سارة و ينخفض الضغط لديها و يسرع الاطباء لمحاولة مساعدة سارة بعد الله و يذهب الاب متلمسا كل طريق لنقل ابنته لتحظى بفرصة للعلاج.
و ياتى الامر الكريم لنقل و علاج سارة فى الرياض و يتواصل الاب مع عدة جهات لمتابعة ذلك، و يمضى الوقت و ساره تتألم و يسطع فجر جديد و تأتى طائرة الاخلاء الطبى لنقل سارة لتلقى العلاج فى الرياض بعد ما تنفس الاب الصعداء و من حوله من حالة مستقرة و حالة غير مستقرة لسارة.
و اسرع الاطباء بوضع سارة فى سيارة الاسعاف لنقلها الى المطار و خلال دقائق معدودة حطت طائرة الاخلاء
و سارة تنظر لها و تقول شفت بابا انا مهمة عند بابا سلطان.
يا سارة كل طفل و كل طفلة مهم عند صاحب السمو الملكى الأمير سلطان بن عبدالعزيز أولى اهتمامه و رعايته الجميع.
لكن انت وكلي الله و لا تكثرين الكلام نبى نركب الطيارة ،سارة و امى و اخوانى!؟
عندهم مدارس يا سارة انا ما اكفى !.
سارة:ألا تكفى لكن من يوديهم للمدارس بالذات حسونى و حمودى؟
لهم ربى ان شاء الله متكفل فيهم و يرعاهم.
و تحط الطائرة فى العاصمة السعودية ((الرياض)) و يفتح باب الطائرة و اذا بسيارة الاسعاف تنتظر سارة لتقلها الى مركز متخصص لعلاجها و اجراء عملية قسطرة.
و خلال نزولنا دارت نقاشات و اخذت وقت بين طبيب الاخلاء و المسعفين لأعرف ما هو فحواها و اذا بالمسعفين يأخذون تجهيزات الاخلاء الطبى حيث انها لم تكن معهم،و سرير معهم اعتقد بأنهم أحضروه من حراج ابن قاسم يا ويلى فماذا سيكون مصير ابنتى بهذا التقصير سرير غير مقفل لاستقبال حالة حرجة كحالة طفلة مثل سارة و غير متوفر باقى التجهيزات لهذه الحالة من المسئول عن هذه الغلطة سألت المسعفين بعد ركوبنا سيارة الاسعاف و اين التنسيق و كالعادة نرمى الاتهامات و الضحية هذا المريض....
و بعد معانات فى سيارة الاسعاف حتى وصلنا الى مستشفى الشميسى بالرياض و اسرعنا بركوب المصعد حتى استوقفنا رجال ((السكرتيه)) و حاولو مماطلة الحالة و انا لأعرف حتى السبب و اسرع المسعف بتسكير الباب حيث وصلنا الى العناية المركزة و هناك جاءت الطامة الكبرى حيث استقبلنا مدير العناية و ابلغنا بأن هذه الحالة المفروض لا نستقبلها و حين سؤاله لماذا؟ افاد بان الموافقة كانت لمدة 24ساعة فقط و انه سيقدم شكوى بذلك و انه لا يوجد مركز متخصص هنا .
الاب :ماذا نفعل الان بهذه الطفلة؟و من المسئول عن ذلك الخطأ؟
مدير العناية:سأستقبلها.............
و هنا تبدأ المرحلة الاخطر لسارة و المعاناة الاكبر لها و لوالدها و لاسرتها......... فى الرياض ..
الوقفة الثالثة والأخيرة ..
((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ))
انتقلت الى رحمة الله سارة بنت محمد احمد الخرينق يوم الجمعة بتاريخ 27/4/1432هـ الساعة
فى مدينة الرياض بمدينة الملك فهد الطبية بعد الألم الذي أصابها بحائل و لم تحصل على فرصة علاج تستحقها كإنسانة جراء ضيق في الشريان الأبتر لعدم توفر جهاز القسطرة و تم نقلها إلى الرياض و أودعت مستشفى الشميسى الذي لم يتوفر به إمكانيات لعلاجها و بعد معاناة دامت عدة أيام نقلت الى مدينة الملك فهد الطبية -المركز المتخصص بكل الإمكانيات لعلاجها- و لم يستطيعوا إجراء العملية لها لتأخر الحالة و عدم استقرارها و لما عانته في المرحلتين الأولى و الثانية اعتبرها أنا وحسب ما رأيته على جسم ابنتي خريطة الم و تعذيب لهذه الطفلة البريئة التي لا ذنب لها سوى أن أرادت أن تحيى حياة هنيئة صحية بمجتمعها و قد شاء العلى القدير بأن يكون لهذه الطفلة البريئة دور بهذا المجتمع بإرسال رسائل متعددة ليرقى و يصل إلى مصاف .......... الدول الأخرى
حيث به الامكانيات متوفرة و لله الحمد
و شكرت كل من وقف معها ((و المتبقى حسب ما ذكرته سارة سيتم نشره لاحقا حيث انه لم يتسنى لى ذلك و لكن وعدتها بأن اكمل رسالتها الطاهرة و لو بارسال مشاعرها))
و اعتبرت سارة كل اب بالمملكة اب لها و كل أم لطفل او طفلة هى ام لها و بالذات بحائل
و أولهم الأمير سعود بن عبدالمحسن آل سعود كأب
و الامهات اولهن : مدرسة حسونى((شقيق سارة)) فى روضة اجا الأستاذة الفاضلة /حسنا العساف
و معالى الدكتور/بندر محمد رئيس حقوق الانسان السعودى
و الدكتور /عماد رئيس الشئون الصحية بالرياض
و الأستاذة الفاضلة/يسرا اليامى مستشفى التخصصى بالرياض
و الدكتور/ عطية عبدالله الزهرانى استشارى و رئيس قسم حديثى الولادة بمدينة الملك فهد الطبية
و الأستاذ /احمد الناصر ((أبو محمد))
و الأستاذ /ابو عمر سالم صالح الشبرمى
و معالى الاستاذ /عساف ابواثنين امارة منطقة الرياض
و معالى الأستاذ/سليمان الحيزان قصر سمو ولى العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز
و الأساذ/تركى التركى الشئون الصحية بالرياض
و الأستاذ / عبدالعزيز الحارثى قصر سمو ولى العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز
و الأستاذ/ وليد الحامد مستشفى الأمير سلطان
و الدكتور / حسان عبيد مستشفى الحرس الوطنى
و الأخ الآستاذ / محمد اللقيط
و الأخ الأستاذ / سعد الغامدى ((ابو محمد))
و الأخ الأستاذ / خالد صالح الكويليت
و الدكتور / أيمن الخضرا مستشفى الأمير سلطان
و قد صلى عليها بمسجد برزان بحائل يوم الأحد 29/4/1432هـ و دفنت بمقبرة صديان حيث هى بين يدى خالقها بلا عذاب و لا حساب ولا آلام
لا حول و لا قوة الا بالله
لا اعتراض على مشيئتك و أمرك فانت من اعطيت و من احييت و انت من يميت فاليك المصير
ربى انت ارحم منا عليها فهي عندك و بين يديك
فيا فرحتى بذلك و يا دمعتى انهمرى فرحا بأن بنيتى تقابل ملك الملوك
رسالة الى سارة
سارة قرى عينا و ابشرى بما عند الله و سامحيني ان كنت قد قصرت معك
كتبه والدها بدمه ودمعه
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض العادي
