في خواطرنا كلام لا يُقال إلا للأرواح التي تعرف كيف تقرأ ما بين السطور، تلك الأرواح التي لا تهاب الصمت، بل تُدرك فيه أعمق المعاني. إننا حين نكتب، لا نبحث عن الحروف فقط، بل عن اللحظة التي تلتقي فيها الأنفاس، فيمتزج فيها القلب بالعقل، فيُولد المعنى.
كلامنا لا يُقاس بالكلمات التي نطقنا بها، بل بالفراغات التي تركناها لتتنفس فيها الأفكار، وبالأنغام التي هزّت روح كل قارئ دون أن يُدرك سبب الاهتزاز. نحن لا نبحث عن التصفيق، ولا عن الثناء، بل عن اللحظة التي يشعر فيها القارئ أن كل كلمة قد كُتبت من أجله، كما لو كانت رسالة من الروح إلى الروح، لا ينتبه إليها إلا من كان مستعدًا لأن يشعر.
كل كلمة، كل سطر، هو محاولة للوصول إلى ذلك العالم الذي لا تدركه العيون، بل تحياه الأرواح.
قد يبدو حديثي غامضًا، ولكن جماله يكمن في أنك تفهمه فقط عندما تتوقف عن محاولة فهمه
|