أفكر كيف تمضي الأيام ونحن نحمل في قلوبنا أثقالًا لا نبوح بها. كيف تُشرق الشمس كل صباح، لكن داخلنا غيمٌ لا ينقشع. كيف يمكن لحرفٍ صغير أن يُربك نبضات القلب، ولصمتٍ طويل أن يُحدث ضجيجًا لا ينتهي.
في خاطري أنكِ مثل نغمة تُعزف مرة واحدة، ثم تظل تتردد في الأفق، لا أحد يسمعها سوى من عرف لحنها الأول. كأنكِ فكرة عابرة، لكنها تترك في الروح أثرًا يبقى، ولو حاولت الأيام محوه.
أكتب الآن لأني لا أريد لهذا الشعور أن يضيع بين ركام التفاصيل اليومية. أكتب لأن الكتابة تشبه نافذةً أفتحها حين يضيق المكان، وأتنفس من خلالها هواءً نقيًا يشبهكِ.
وفي خاطري أيضًا سؤالٌ لا جواب له: هل نكتب لأننا نريد البوح، أم لأننا نخشى أن تُنسى أحاسيسنا لو لم نحولها إلى كلمات؟
في النهاية، ما في خاطري ليس مجرد حديث، بل هو مساحة لا يعرفها سواكِ، أضع فيها كل ما عجزت عن قوله، وأتركه هناك… ينتظرك.
|