إلى من تسكن قلبي في صمتها،
أرسل لكِ كل حروف الحنين التي لا تستطيع أن تكتبها اليد، لأنكِ أكبر من الكلمات وأعمق من كل ما نطق به اللسان. أنتِ في كل لحظة من حياتي، وفي كل نفسٍ يتنفسه قلبي. أحبكِ بكل ما فيّ، وأعشق غيابكِ كما أعشق حضوركِ. ربما لا تلمين بذلك، لكنكِ وحدكِ من جعلتِ الحياة أجمل من أن تُعاش.
إلى الأبد، أنتِ.
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
أحيانًا، يتأخر بريد الحب، ولكن عندما يصل، يكون كالعطر الذي يملأ الأرجاء، يبعث فينا الأمل ويجعلنا نعيش لحظات من السعادة الطافحة، كأننا في عالم لا يعرف سوى الحب والسكينة.
في بريد الحب، لا مكان للتفاصيل الصغيرة؛ فكل كلمة تصبح شيئاً كبيراً، يحمل بين طياته عمقاً لا يُقاس. مهما كتبت، لا أستطيع أن أكتب ما يكفي، لأن الحب لا يُحكى، بل يُحس، ويُعاش
سأكتب لك عن سكون الليل الذي يزداد جمالًا عندما أتخيلك بجانبي، عن كيف أن كل لحظة بدونك تكاد تكون بلا طعم. سأكتب لك عن الفوضى الجميلة التي يحدثها حبك في حياتي، عن الحزن الذي يتناثر ببطء عندما أفتقدك، وعن الهدوء الذي يغمرني حين أسمع صوتك.
سأكتب لك أنني هنا دائمًا، لا أبحث عن أي شيء آخر سوى أن تكون معي، وأن نكمل الحلم الذي بدأناه معًا. سأكتب لك أنني لا أحتاج إلى أشياء مادية، لأنك أنت الحلم والواقع وكل شيء
أكتب لكِ الآن، لا لأن الحروف تحمل ما أريد قوله كاملاً، بل لأن الصمت صار أثقل من أن أتحمله وحدي. فيكِ شيء يشبه القصيدة التي لا تنتهي، حضوركِ فكرة تتجدد مع كل شروق، وكأنكِ وعدٌ بأن للحياة وجهًا آخر، أجمل وأصدق.
أتعلمين؟ كلما هممت أن أنساكِ، وجدتكِ تعودين في أبسط الأشياء. في نسمة هواء عابرة، في بريق عين غريب، في عطركِ الذي لا يزال يتسلل إليّ كأغنية قديمة حفظها القلب عن ظهر قلب.
لو كان في وسع الكلمات أن تحتضنكِ، لجعلتُها جسراً من النور بيني وبينكِ. لكنني أكتب لأن الكتابة هي الشكل الوحيد للحب الذي لا يخضع للزمن.
ابقِ في عالمي كما أنتِ… سرًّا جميلاً أعيشه، ونبضًا أسمعه حين أكون وحدي.
أكتب لكِ بكلماتٍ تليق بأنوثتكِ التي تعيد ترتيب فوضى الكون، وبصوتٍ يشبه ارتجافة الوردة حين يلامسها الفجر لأول مرة.
أكتب لكِ لأنكِ اللغة التي لم تُنطق بعد، والنص الذي يأبى أن يُكتب، والقصيدة التي يعجز الشعراء عن وصفها.
هل تعلمين؟ كل مرة أراكِ فيها، أشعر كأن العالم ينهار ليتسع لعينيكِ.
أنتِ الحكاية التي لا تنتهي، والصفحة التي تُطوى لتُفتح من جديد، واللحن الذي لا يُعزف إلا على وتر الروح.
يا من تلوّنين صمت الأيام، وتزرعين الحياة في زوايا الحزن، كيف أكتبكِ دون أن أضيع؟ كيف أصفكِ دون أن أخشى أن الكلمات ستخذلني؟
أنتِ سندي من الانكسار، ظلي حين تعصف بي الوحدة، وضحكتكِ هي السحر الذي يجعل الرماد يتوهج كأنه جمرة أبدية.
أحببتُكِ لأنكِ تسيرين في عالمي كأنكِ تعرفينه أكثر مني، وتفهمين الصمت الذي أختبئ فيه.
في بريد الحب هذا، أودعكِ حروفي، علّها تبلغكِ مثل طيف خفيف يعانق وجنتيكِ دون أن يوقظكِ. وأعلم أنكِ لن تقرئيها كما يقرأها الآخرون، بل ستسمعين نبضها، وتشعرين بحرارتها، لأنكِ الوحيدة التي تجيد الإصغاء لما بين السطور.
كوني كما أنتِ، قصيدةً تُحكى بلا نهاية، وسرًّا يأبى أن يُكشف، وحُلمًا يأبى أن يصحو منه العاشقون.
من قلبٍ لا يعرف النسيان،
الذي كتبكِ ألف مرة، وفي كل مرة أحبكِ أكثر.