أكتب لكِ بكلماتٍ تليق بأنوثتكِ التي تعيد ترتيب فوضى الكون، وبصوتٍ يشبه ارتجافة الوردة حين يلامسها الفجر لأول مرة.
أكتب لكِ لأنكِ اللغة التي لم تُنطق بعد، والنص الذي يأبى أن يُكتب، والقصيدة التي يعجز الشعراء عن وصفها.
هل تعلمين؟ كل مرة أراكِ فيها، أشعر كأن العالم ينهار ليتسع لعينيكِ.
أنتِ الحكاية التي لا تنتهي، والصفحة التي تُطوى لتُفتح من جديد، واللحن الذي لا يُعزف إلا على وتر الروح.
يا من تلوّنين صمت الأيام، وتزرعين الحياة في زوايا الحزن، كيف أكتبكِ دون أن أضيع؟ كيف أصفكِ دون أن أخشى أن الكلمات ستخذلني؟
أنتِ سندي من الانكسار، ظلي حين تعصف بي الوحدة، وضحكتكِ هي السحر الذي يجعل الرماد يتوهج كأنه جمرة أبدية.
أحببتُكِ لأنكِ تسيرين في عالمي كأنكِ تعرفينه أكثر مني، وتفهمين الصمت الذي أختبئ فيه.
في بريد الحب هذا، أودعكِ حروفي، علّها تبلغكِ مثل طيف خفيف يعانق وجنتيكِ دون أن يوقظكِ. وأعلم أنكِ لن تقرئيها كما يقرأها الآخرون، بل ستسمعين نبضها، وتشعرين بحرارتها، لأنكِ الوحيدة التي تجيد الإصغاء لما بين السطور.
كوني كما أنتِ، قصيدةً تُحكى بلا نهاية، وسرًّا يأبى أن يُكشف، وحُلمًا يأبى أن يصحو منه العاشقون.
من قلبٍ لا يعرف النسيان،
الذي كتبكِ ألف مرة، وفي كل مرة أحبكِ أكثر.