السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحيـاة وعلبة الألوان
ذَاتَ لَيْلَةٍ . . حِينَمَا كَانَتْ إِضَاءَةُ فَانُوسِي خَافِتَةً . .
تَسَاءَلْتُ : لِمَـاذَا أُعَيّشُ نَفْسِي دَاخِل قَوْقَعَةِ اَلْحُـزْنِ ؟ . . لِمَاذَا أَجْلِبُ
لِعَقْلِي اَلتَفْكِيرُ اَلسَّلْبِيُّ ؟ لِمَاذَا أَجْبِرُ نَفْسِي عَلَى اَلسَّكَنَ دَاخِلَ صَوْمَعَةٍ
سَوْدَاوِيَّةٍ ؟ . . وَلِمَـاذَا أَجْعَلُ نَظْـرَةَ عَيْنَـايَ مُظْلِمَةً تِجَـاهَ
أَيَّ شَـيْءٍ . . ؟ . .
تَسَـاؤُلاَتٍ وَتَسَـاؤُلاَتً دَارَتْ حِيَنهَا فِي ذِهْنِي . .
أَتَعْلَـمُ يَا قَلَمِي . .
إِنَّ حَيَـاتَنَا هَذِهِ عُلْبَـةَ أَلْـوَانٍ . . ! . . فَـإِنْ قُلْتُ اَلأَحْمَـرَ
فَإِنَّهَـا تُعْطِينَـا اَلْحُـبَّ وَاَلْحَنَانَ . . وَإِنْ قُلْتُ اًلأَزْرَقَ. . لَوْنُ
اَلسَّمَــاءِ بِلاَ جَدَلِ . . لَـوْنُ اَلْبَهْجَـةِ وِاَلصَّفَاءَ . . إِنَّهُ لَـوْنُ اَلْبَحْـرِاَلّذِي لَطَالَمَا نَعَتُّهُ بِالْغَـدَّارِ ! . .
أَمَّـا إِنْ جِئْتُ لِلَـوْنِ اَلأَخْضَـرِ. . فَسَأَعَبِّرُ عَنْهُ بِلَـْونِ
اَلسّلاَمِ . . ثم اَلسّلاَمَ. . ثمّ اَلسّلامَ. .
لَـنْ أَنْتَهِي مِنْ ذِكْرْ هَذِهِ اَلْأَلْـوَانَ . . فَكُلُّ لَـوْنٍ يَتَفَرَّعُ
مِنْهُ لَـوْنٌ آَخَرٌ . . كَمَـا اَلْحَيَـاةُ . . تَتَفَـرَّعُ مِنْهَا اَلْأَغْصَـانَ . .
نَعَمْ يَا حُرُوفِي إِنَّهَـا أَغْصَـانُ اَلْحَيَـاةَ . .
كَغُصْـنِ اَلْعِبَادَةَ . . وَغُصْـنَ اَلْعَائِلًـةَ . . وَغُصْـنَ اَلسَّعَـادَةَ . .
وَ . . وَ . . لَنْ تَنْتَهِي . .
فَإِنْ ذَهَبْتُ إِلَى غُصْـنِ اَلْعِبَـادَةَ . .فَإِنِّي سَأُرْوِيهِ بِصَلَاتِي وَذِكْرِي لِرَبَّي . .
وَإِنْ جِئْتُ لِغُصْنِ اَلْعَائِلَـةَ . . فَإِنِّي سَأُسْقِيهِ بِمَـاءِ اَلصِّلَةِ وَاَلْبِرِّ . .
وَأَمَّـا غُصْنُ اَلسَّعَادَةَ . . فَـإِذَا رَوَيْتُ عِبَـادَتِي وَسَقَيْتُ عَائِلَتِي
فَـإِنَّنِي حَتْمــاً سَأَحْصُلُ عَلَـى مُسْتـوَىً بَـالِغٍ مِنَ اَلسَّعَـادَةِ
وَرَاحَــةَ اَلْبَـالَ عَلَى قَدْرِ اِجْتِهَادِي . . أَمَّـا إِذَا أَهْمَلْتُ سِقَايَةَ هَذِهِ اَلْأَغْصَـانَ
فَإِنَّهَـا سَتَبْدَأُ بِالذُّبُولِ . . وَهُنَـا أَخْسَرُ اَلشَّيْءَ اَلْكَثِيرَ . .
لِـذَا سَأَسْعَى لِرَيِّ حَيَـاتِي بِمَـا يُرْضِـي رَبِي . .
وَسَأَرْمِي كُلُّ مَا هُوَ سَلْبِيٌّ خَلْفِي . .
وَلَـنْ أَلْتَفِتَ إِلَى اَلْوَرَاءِ . .
بَـلْ سَأَمْضِي قُدُمـاً إِلَـى اَلْأَمَـلِ اَلْمُشْرِقِ . .
. . . .
شـاكرة لكم قرائتكم
لا عدمتكم . .
أختكم | سحـآبة