تزايد اطفال الشوارع!!!

جدة: علي مطير

كشفت احصائية سعودية في مركز دار إيواء الأطفال المتسولين في جدة، أن عدد الأطفال الذين تم القبض عليهم في شوارع المدينة يزيد على3450 طفلا، خلال الأشهر الفائته، تم إطلاق سراح 1263 منهم، بعد تسليمهم لمن هم تحت كفالته، ودفع الغرامات الواجبة لإدارة الجوازات، وترحيل2123 منهم إلى بلدانهم عن طريق الجوازات بالتنسيق مع سفارات بلدانهم. فيما ظل أكثر من 60 طفلا في الدار لعدم معرفة جنسياتهم الأصلية ممن هم دون الخامسة عشرة.
وكان صالح التركي، رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية (الجهة المشرفة على الدار) قال في إجتماع الشهر الماضي أمام أعضاء لجنة التنمية الاجتماعية التي يرأسها، أن هناك إعادة تشكيل لمجلس إدارة الدار للنهوض بأعمالها، خاصة بعد توقيع منظمة (اليونسيف) اتفاقيات تعاون مع الدار لتقويم العمل الاجرائي والتنفيذي تجاه الأطفال، بما يحقق الهدف من أعمال الدار. قائلا في الوقت نفسه «ان القضاء على الظاهرة هو أكبر من إمكانات الدار المحدودة، ويحتاج لجهود أكبر» في إشارة من التركي إلى أن الدار(حركت الماء الراكد فقط حول هذه القضية).

ودار الأطفال المتسولين في جدة، هي الوحيدة من نوعها حتى الآن في السعودية، حيث انشأت في أواخر عام 2004، بتوجيه من إمارة منطقة مكة المكرمة، بعد تزايد حالات الأطفال المتسولين في المدينة الأكثر كثافة بالسكان والجاليات المقيمة، والزوار والمعتمرين طوال العام.

وهو الأمر الذي شكل حسب تصريحات لمسؤولين في اليونسيف لتكون جدة واحدة من المدن الجاذبة لتجارة «استغلال الأطفال» من قبل عصابات في الخارج تستغل مواسم الحج والعمرة لتمرير دخول هؤلاء الأطفال، وإجبارهم على التسول نظير مبالغ زهيدة، وفي كثير من الاحيان مقابل توفير الأكل والسكن لهم في ظروف صحية وبيئية صعبة كشفت عنها بعض المداهمات الأمنية التي تقوم به السلطات الأمنية من حين لأخر.

وكان أمير منطقة مكة المكرمة، باعتباره (ناظر وقف الملك عبدالعزيز) منح الجمعية مبنى في الوقف الخيري ليكون مقرا لمركز إيواء الأطفال المتسولين بسعة أكثر من 500 طفل، ويضم قسمين منفصلين (رجالي ونسائي). فيما يقوم 19 موظفا وموظفة من الجمعية وعلى مدار الساعة على خدمة الأطفال وتقديم الوجبات الغذائية والملابس. فيما يتولى جهاز (البحث الجنائي) في شرطة جدة حراسة مقر الإيواء وتوفير إجراءات الأمن اللازمة.

في الوقت الذي أكد فيه الدكتور عشاري خليل، ممثل اليونسيف في المنطقة في تقرير له عن حالة الدار أنه ينبغي إزالة كل المظاهر الاحتجازية داخل الدار باعتبار أن الاطفال هم ضحايا بالدرجة الأولى.

وبحسب خطة الدار التي تعمل ميدانيا عليها، يتضح اهتمام المشرفين بتقوية الوازع الديني لدى هؤلاء الأطفال، ومحاولة رفع الشعور النفسي من حالات الانكسار التي يعانونها بسبب إمتهانهم بأعمال مسيئة لهم، وذلك عن طريق حلقات لتحفيظ القرآن الكريم، واستضافة شيوخ ودعاة، إضافة لاقامة برامج رياضية وثقافية وترفيهية لهم.

ووفقا لدور المركز منذ إستلامه للطفل عن طريق الجهات الأمنية وحتى إنهاء وضعه، يقوم العاملون في المركز بحفظ الأمانات التي يجدونها مع الأطفال لحظة استلامهم وحفظها لهم في خزائن خاصة بالمركز، واستبدال الملابس القديمة بأخرى جديدة وقص شعورهم، ثم يأتي بعد ذلك إجراء الفحص الطبي للطفل واعطاؤه العلاج في بعض الحالات التي تستدعي ذلك. إضافة لتعريف الطفل بالمركز وابلاغه بأن وجوده مؤقت لحين انهاء اجراءاته، من أجل الا ينعكس الوضع النفسي من احتجازه على معنوياته.

من جهة أخرى كان الفنان السعودي محمد عبده، والذي رشحته الأمم المتحدة، سفيرا للنوايا الحسنة، أختار ملف «أطفال الشوارع» في مهمته الانسانية، وقام بإحياء حفلات غنائية في عدة عواصم عربية منها الكويت ومصر، يعود ريعها لدعم برنامج رعاية أطفال الشوارع، فيما أكد أنه على استعداد للقيام بذلك في حوار صحافي في فبراير من عام 2004، في حال طلبت الجهات المعنية في السعودية منه ذلك، وهو الأمر الذي يتناغم مع أقوال رئيس مجلس إدارة جمعية البر، صالح التركي، بأن الظاهرة تحتاج لكل الجهود الحكومية والاجتماعية والثقافية للقضاء عليها.

الشرق الأوسط

JOKAR