وبالبداية اقول جميل ان يكون الانسان فنان ويرسم ويبدع ولكن هل عندما يرسم الانسان لاتخونه العاطفة.؟
وقبل ان ادخل بالموضوع فأنه يجب على كل من يقرأ هذا الموضوع ان يختار هل يحب ان يكون كيس اسميت او جريدة قديمة او كيس بقاله.
الموضوع
ما اجمل ان يرسم الفنان لوحة سواء كانت هذه اللوحة صغيرة او كبيرة المهم انها تمثل حياة مجتمعة
بكل صدق وامانه ولكن عمركم شفتو اكبر لوحة بالعالم تمتد من الارض وتعانق السماء ويفوق طولها
المملكة والفيصلية وترسم حياة المجتمع السعودي بكل اطيافه بكل صدق وامانة.
انها اللوحة السحرية التي يصفها البعض بأن من يرسمها هم الشياطين. وربما تكون آية إلاهيه ولكن
الاكيد والذي لامجال فيه للشك انها اللوحة الوحيدة التي لامجال فيها للتزوير او العاطفة لان كثير من
الفنانين يرسمون كثير من اللوحات التي لاتخلو من تزوير الواقع اما بسبب المصلحة او العاطفة او
الكذب وقلب الوقائع.
ولكن في هذه اللوحة العملاقة فأنك سوف ترى فيها رموز المجتمع السعودي وهم يرتفعون الى السماء ليراهم الجميع بكل وضوح.
ومن مميزات هذه اللوحة انها غير ثابتة ومتحركة ومن عدلها ايضا انها متنقلة في جميع مناطق
المملكة ليراها كافة الشعب ولكن رغم تنقلها في مختلف التضاريس الا انها لاتتغير فهي لوحة صادقة لاتطالها يد البشر.
ربما يصعب على البعض فهمها ولايفهمها الا من يتمعن بها ولكن عندما تنظر الى محتواها يسهل عليك فهمها وحل لغزها.
بالتأكيد انها بسيطة ولكن يجب عليك انتظارها لانها ربما تكون قد رسمت في مكان آخر او في مدينة اخرى.
والآن بالتأكيد تريدون معرفة هذه اللوحة.
انها اللوحة التي لاتكذب ابداً انها العاصفة التي تسمى (بالعاصوف)
فهذا العاصوف لايحمل معه الى السماء الا اصناف المجتمع السعودي ليرسم لنا حياتهم المتطاحنة
والمتناقضة (فالعاصوف) لايحمل معه الا الجرايد القديمة وأكياس البقالات وأكياس الاسمنت.
فالجرايد ترمز الى ذلك الاعلام الكاذب فأنت عندما ترى الى تلك العاصفة فأنك سوف ترى تلك الجرائد
وهي تعلو الجميع عندها ستدرك ان تلك الجرائد ترمز الى اعلام تافه لا وزن له.
والعاصفة ايضا تحمل معها اكياس البقالات التي ترمز الى مجتمع مستهلك لاهم له الا ان يملئ تلك
الاكياس من السوبر ماركت ومن البقالات لكي يأكل وينام وعندما ترى تلك الاكياس الزرقاء والبيضاء
والصفراء في قلب العاصفة وهي مملوءة بالهواء وتتطاير وهي فرحة وتأتي بالمركز الثاني بعد الجرايد
تدرك انك امام مجتمع امعه تابع لايدرك بما يدور من حوله.
اما ثالث رموز العاصفة فهي اكياس الاسمنت التي ترمز الى أولائك التجار المحتكرين للاراضي والمساكن.
وعندما ترى اكياس الاسمنت داخل تلك العاصفة فهي تأتي بالطبقة السفلى وكأن العاصفة عجزت عن
حملهم لتخمتهم وثقل وزنهم بسبب اكلهم لاموال هذا الشعب.
وعندما تبتعد عنك تلك اللوحة وتصبح تنظر اليها من بعيد فأنك سوف تدرك انك امام شعب يقوده في
المقدمة اعلام تافه ومن خلفهم تجار لايشبعون همهم نهب شعوبهم.
ولكن عندما تبتعد عنك تلك العاصفة اكثر فأنك ستجد نفسك محتاراً هل عندما تهدأ تلك العاصفة ويبدأ
الجميع بالنزول الى الارض هل ستجتمع تلك الجرايد وأكياس الاسمنت مع اكياس البقالة في مكان واحد
ام ان الطبقية ونظرة الاستعلاء ستكون موجوده وستفرق بينهم.؟
ولكن السؤال يبقى وهو ماذنب اولائك المستهلكين المساكين الذين لاذنب لهم بما يحدث ان يكونوا ضمن تلك اللوحة السوداء.؟
ولكن ربما ترد العاصفة وتقول بأن العواصف لاترحم المغفلين فالشر عندما يأتي يعم الجميع.
وفي الاخير يبقى السؤال المهم وهو متى يدرك الشعب بكافة طبقاته وأطيافه انه عندما تهب العواصف
القاتلة فإنها ربما لاتبقي احداً لانه لامكان ولا استمرار للظلم وأن الضمان الوحيد للمجتمع هو اقامة
العدل بين كافة اطياف الشعب ولنا بما يحدث بمن حولنا عضة وعبره.
وكل عام وأنتم بخير
العرض الشجري
